تلقى تحركات «حزب الله» رفضاً لبنانياً واسعاً، ورأى حزب «الكتائب اللبنانية» في هذا الإطار، أن ما يقوم به «حزب الله» رسالة بالغة السلبية إلى الداخل والخارج والشعب سيواجهها.
وقال في بيان له: «يصر (حزب الله) على الوقوف في مواجهة اللبنانيين، أولاً عبر ترويعهم وقطع الطرقات والتعدي على القوى الأمنية الشرعية، وصولاً إلى الاعتداء على (اليونيفيل)، وثانياً عبر عراضات التحدي والتخوين، في محاولة خطرة لإعادة تثبيت معادلات سقطت إلى غير رجعة».
ورأى «الكتائب» أنه «كان من المفترض، بعد كل الويلات والدمار والموت والاحتلال التي جرَّها على لبنان، أن يفهم (حزب الله) أنه لا يمكنه التنصّل من الالتزامات التي وافق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، كما أننا لن نسمح له بضرب مسيرة العهد الجديد وانطلاق عمل الحكومة؛ لأن اللبنانيين لن يساوموا على أمنهم واستقرارهم لأي حجة كانت».
وتأتي هذه الأحداث كأول اختبار بين «حزب الله» وعهد رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان يتولى قيادة الجيش في السنوات الماضية، وكان قد تعرض لحملة من قِبل الحزب خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة ومباحثات إنهاء الحرب وتطبيق القرار 1701 الذي ينص على بسط سلطة الجيش في كامل الأراضي اللبنانية.
عجز «حزب الله»
وفي هذا الإطار، يرى المحلل السياسي علي الأمين أن «حزب الله» يبدو عاجزاً عن تقبُّل أن الجيش سيكون صاحب السلطة العسكرية في لبنان، وهو عجز عن الرد على ما تقوم به إسرائيل، لذا يسعى لتفجير غضبه داخلياً.
ويقول الأمين لـ«الشرق الأوسط»: «إعادة الحياة للمؤسسات الدستورية رئاسة وحكومة، والانخراط في عملية تنفيذ القرار 1701 واستعادة هيبة الدولة وحضورها، يشكل تحدياً لـ(حزب الله) الذي، رغم وجوده في هذه الدولة ومشاركته في مؤسساتها، يبدو عاجزاً عن تقبُّل أن الجيش اللبناني سيكون صاحب السلطة العسكرية الممسك بزمام الأمن والمعبِّر عن نفوذ الحكومة وسيطرتها». وأوضح أن «الحزب لم يألف بعد هذه الحقيقة التي تترسخ بدعم داخلي وعربي ودولي؛ لذا فهو إن كان لا يبدي رسمياً أي اعتراض على دور الجيش، إلا أنه لا يفوت أي فرصة لمزيد من التشكيك في المؤسسة العسكرية من خلال التجييش ضده، وهذا ما تقوم به أدوات الحزب الإعلامية من جهة، ومن خلال دفع مناصريه إلى خلق التوترات في الشارع عبر قطع الطرقات، واستدراج الجيش إلى المواجهة كما جرى ويجري على طريق المطار بعد منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري».
وذكر الأمين أن «قرار منع الطائرة الإيرانية في بيروت، جاء بعد تهديد إسرائيلي بقصف المطار، ومنع الهبوط كان حصيلة تشاور شارك فيه الجميع خصوصاً رؤساء الجمهورية جوزيف عون والبرلمان نبيه بري والحكومة نواف سلام». وقال: «كان يمكن لـ(حزب الله) أن يتوجه لهؤلاء رسمياً وعلناً، وأن يقدم حلولاً تحمي مطار بيروت، لكنه فضَّل دفع مناصريه إلى الشارع والاصطدام مع الجيش، بدل أن يستقيل من الحكومة مثلاً؛ لذا الأرجح أن (حزب الله) لم يعد لديه خيار إلا دفع مناصريه لمواجهة الجيش في محاولة لإحداث شرخ داخلي في سعي لإظهاره أنه عاجز أو غير مؤهل لأنْ يكون الممسك بالأمن والمتفرد بالسلاح».
وأكد الأمين أن «(حزب الله) يعجز عن الرد على ما تقوم به إسرائيل؛ لذا يسعى لتفجير غضبه داخلياً، وهو يدرك أن ذلك يعني صداماً مع الجيش والقوى الأمنية، ولا يبدو أنه يتردد في دفع مناصريه لذلك».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News