يواجه العهد والحكومة الجديدة في بداية انطلاقتهما تحديات مستجدة، ابرزها قرار الاحتلال الاسرائيلي السيطرة على التلال الخمس الجنوبية وتفريغ قرى الشريط الحدودي عند الخط الازرق من اهلها بالتفجير والجرف وتقطيع الاوصال ومنع اعادة اعمارها لتصبح منطقة غير قابلة للحياة والعيش، وتجدد الغارات الجوية على الجنوب والبقاع كما حدث مساء امس، والمحاولات الغربية لا سيما الاميركية والاسرائيلية لتطويع الطائفة الشيعية، تارة عبر رفض مشاركة ممثلين عن حزب الله في الحكومة، وتارة اخرى بمنع الطيران الايراني من نقل ركاب لبنانيين الى بلدهم، وطوراً عبر ما وصفته عشائر الهرمل «تصفية طائفية» للوجود الشيعي في نحو 24 قرية عند الحدود مع سوريا على يد السلطات السورية الجديدة.
يأتي ذلك بينما كانت تنهمك الحكومة بإنجاز البيان الوزاري واللعب على مضمونه بما تيسّر من مفردات في اللغة العربية المطواعة لتمريره بيسر. وعلمت «اللواء»، ان لجنة صياغة البيان الوزاري انهت المسودة الاولى للبيان يوم الجمعة الماضي، وبقيت بعض البنود قيد التعديل، وقام رئيس الحكومة نواف سلام بسحب نسخ المسودة من الوزراء اعضاء اللجنة خشية تسريب مضمونه. وتوجه الى القصر الجمهوري يوم السبت حيث التقى الرئيس عون واطلعه على مضمون المسودة وناقشا التعديلات.
وافادت مصادر لجنة الصياغة الوزارية انه تمت معالجة هذه البنود والتعديلات وستعقد اللجنة الاجتماع الاخير عند الرابعة من عصر غد الاثنين لقراءة اخيرة للمسودة واقرارها بصيغتها النهائية. على ان يعقد مجلس الوزراء جلسة في اقرب فرصة لإقراره «لأن رئيس الجمهورية مستعجل على إقراره»، قبل احالته الى المجلس النيابي لنيل الثقة بالحكومة على اساسه.
واكد عضو لجنة البيان الوزاري وزير المال ياسين جابر لـ«اللواء»: ان المسودة انتهت يوم الجمعة، واجتماع اللجنة يوم السبت، كان للنقاش العام وللحديث عن موضوع مطار بيروت. واوضح ان موضوع مقاومة الاحتلال في مسودة البيان «ميسّر وكله ميسّر» ولا مشكلة فيه. لكن جابر أكد ان امام الحكومة استحقاقات كثيرة خطيرة هي مستعدة لمعالجة ما يمكن منها، لكن محاولات التوتير الاسرائيلية تعيق بعض المهام، ومنها مثلا نشر الجيش في كامل منطقة جنوب الليطاني، وما جرى على طريق المطار من شغب يثير التساؤل الى جانب مواضيع اخرى.
وحسب المعلومات، فإن جزءً من جلسة الحكومة الاثنين سيخصص للبحث في موضوع الطيران الايراني وما جرى على طريق المطار يومي الجمعة والبت.
وكما بات معروفاً، تفيد المعلومات أنَّ عبارة «حق اللبنانيين بتحرير أرضهم» ستتحوّل إلى «حق الدولة بتحرير أرضها»، كما سيتضمن البيان وفق المتوقع تركيزاً على التزام لبنان بسط سيادة الدولة على كامل أراضيه وفق اتفاق الطائف والدستور والقرارات الدولية لا سيما منها القرار 1701، وملف تعزيز الأمن على الحدود اللبنانية السورية، كما سيأخذ ملف الإصلاحات المالية والاقتصادية حيّزاً كبيراً.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء ينعقد بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا وهو مخصص لإقرار البيان الوزاري للحكومة وإحالته إلى مجلس النواب كي تنال الحكومة الثقة على أساسه.
وأوضحت هذه المصادر انه تمت صياغة البيان بما ينسجم ومتطلبات المرحلة والعمل على بناء الدولة وقالت انه مقتضب غير فضفاض وعناوينه الرئيسية تقوم على التأكيد على وثيقة الوفاق الوطني والالتزام بالقرارات الدولية والقرار ١٧٠١ ودور الدولة في بسط سلطتها على كامل الأراضي بقواها الذاتية والإصلاحات والاستراتيجية الوطنية الأمنية وضبط الحدود ودعم القوى الأمنية والتأكيد على العلاقات بين لبنان واشقائه فضلا عن تخصيص البيان لملف الإصلاحات.
ولفتت هذه المصادر إلى أن المجلس اليوم قد يتناول ما سجل مؤخرا على صعيد ما حصل على طريق المطار حيث يعاد التأكيد على ما أعلنه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لجهة عدم التساهل مع اي جهة تتمادى في الاساءة الى الاستقرار والسلم الأهلي في البلاد ودور القوى الأمنية في حفظ الأمن، الا ان هناك من يستبعد طرح هذا الموضوع.
اما قرار فتح مطار القليعات فليس معروفا ما إذا كان يبحث ام لا .
سلام في بعبدا
وزار الرئيس نواف سلام يوم السبت رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، وعرض معه المراحل التي قطعتها اللجنة الوزارية لانجاز البيان الوزاري، والاحداث على الساحة اللبنانية لا سيما في ما يتعلق بما شهده طريق المطار بالأمس، او لناحية الاتصالات الجارية للتشديد على الانسحاب الإسرائيلي من المناطق التي احتلها اخيراً في الجنوب في 18 الحالي.
وقال سلام بعد اللقاء: سنستمر في حشد كل الدعم الدبلوماسي والسياسي الذي يمكن للبنان القيام به للإنسحاب الاسرائيلي ولإنجاز هذا الاستحقاق الاساسي.
وسُئلَ هل الاحداث التي شهدناها تؤثر سلباً او ايجاباً على موعد 18 شباط؟ وهل فشلت اتصالاتكم مع فرنسا ليكون الحل عبر «اليونيفيل»؟
أجاب: اذا اعتقد احد ان الاعتداء على اليونيفيل بالشكل الذي حصل، من شأنه المساعدة على انجاز الانسحاب الإسرائيلي في 18 شباط، يكون مخطئاً. ولكن هذا لا يعني اننا سنتوقف عن العمل لحشد كل الدعم الدبلوماسي والسياسي لتحقيق هذا الامر. ويجب التأكيد ان اليونيفيل منذ انشائها تشكل عامل استقرار في الجنوب، ونحن من طالب بها وبحاجة اليها، والاعتداء عليها هو جريمة بحق لبنان».
وعن حل فتح خط جوي بين لبنان وايران قد يكون عبر طيران الشرق الاوسط؟أجاب: هناك مسألتان: الأولى تتعلق بسلامة المطار وسلامة الطيران المدني والمسافرين. هناك اشكالات عدة في ما يخص الرحلات بين طهران وبيروت نتيجة العقوبات الأوروبية على اكثر من شركة طيران إيرانية. ولبنان مرتبط باتفاقات مع السوق الأوروبية المشتركة، يجب عليه احترامها. اما الموضوع الثاني، فنحن على تواصل مع السلطات الإيرانية ان عبر البعثة الدبلوماسية في طهران، او عبر السفارة في بيروت، لحل مسألة أولية إعادة اللبنانيين من طهران اولاً وبأسرع وقت ممكن. وقد عرضنا ارسال طائرتين تابعتين لـ«الميدل ايست» لهذه الغاية، وفي حال لم تنجح هذه الخطوة فقد تعهد لبنان باعادتهم على نفقة الدولة عبر تركيا او غيرها.
وقيل لسلام: الا يعتبر هذا الامر اعتداء على سيادة لبنان والامتثال لعدم السماح لطائرة إيرانية بالهبوط في بيروت بناء على تهديد إسرائيل؟ وماذا عن القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين حالياً؟
أجاب: ان سلامة المطار هي فوق أي اعتبار، وسلامة المسافرين وامن اللبنانيين مسألة لن نتساهل فيها بأي شكل من الاشكال. اما الموضوع الثاني، فقد قلت ان حرية التعبير مصانة في الدستور والمواثيق الدولية والقوانين، اما في حال محاولة قطع الطرق او الاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، فعلى القوى الأمنية ان تتصدى لاعمال الشغب هذه.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News