"مشهد الأحد يلزمها أن تعيد حساباتها... على الحكومة التواضع وتبريد الأجواء!"

"ليبانون ديبايت"

يتوقع الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن الحكومة ستنال الثقة بما يفوق المئة صوت، فيما سيحجبها تكتل لبنان القوي وبعض النواب السنة، ولكنه ينتقد العناوين الكبيرة التي تصدى لها البيان الوزاري لا سيما أن العناوين مبالغ فيها لأن رئيس الحكومة والوزراء يعرفون تمامًا أن هذه الحكومة لا يمكنها القيام بكل هذه الإنجازات.

ولكنه يرى أنه يمكنها أن تشيع أجواء مريحة في البلد بعد فترة من التوتر، لا سيما أن هناك عهدًا جديدًا، وهذه الحكومة ربما هي الوحيدة للمرة الأولى التي يمكن وصفها بالمتجانسة ولا تتضمن ثلثًا معطلاً، فوضعها أفضل من غيرها من الحكومات بعد اتفاق الدوحة.

ويشير إلى الوضع الجديد في الداخل اللبناني والمنطقة، فالكل يريد التعاون مع هذه الحكومة، وهي من الأسباب التي تجعلها تنطلق، ولكن قدرتها على الإنقاذ والإصلاح والتغيير محدودة، لافتًا إلى ما يوحي به العهد والحكومة عن أنه حان وقتهما ولديهما القدرة على الفعل.

لكنه لا يغفل عن أن الحكومة بعد مشهد يوم الأحد يجب أن تعيد حساباتها، فالطوفان البشري في تشييع السيد حسن نصر الله أكد على قوة حزب الله التي قالوا إنها ضعفت، وهو ما يثبت بأن الحزب قوة لا يمكن أن يتجاوزها، ويجب أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، وألّا يذهبوا بعيدًا في موضوع التصادم معه.

ويرى أنه ما يمكن أن ينقذ هذه الحكومة هو الاستراتيجية الدفاعية، في حال كان لديها القدرة على إنجازها، سواء من ناحية العهد أو الحكومة، ولكن بظل الوجود الإسرائيلي في الجنوب والخرق اليومي، فإن وضع الحكومة سيكون صعبًا لأنها عاجزة عن منع الخروقات ولا تستطيع حماية أهل الجنوب ووقف العدوانية الإسرائيلية.

وفي هذا الإطار يتوقع أن نستفيق يوميًا على عملية اغتيال أو غارة ينفذها العدو الإسرائيلي أو حتى قضم أراضٍ، وهو ما يجعل وضع الحكومة صعبًا، لذلك يدعو الحكومة إلى الالتزام حدود معينة عن الإنجازات التي تعتزم القيام بها، وكان عليها أن تتقدم ببيان أكثر تواضعًا، لا سيما أن عمر هذه الحكومة لن يتجاوز الشهرين ونصف، كما أنها بالنتيجة حكومة انتخابات.

ويشدد بيرم ، أنه من الصعب على هذه الحكومة تحقيق ما أعلنت عنه من طموحات في البيان أو الشعارات، لذلك عليها العمل على ترسيخ الاستقرار من خلال تدوير الزوايا، ولا تحاول افتعال مشاكل لأن البلد محقون ومتوتر ومنقسم وهناك احتدام في المواقف، والبتالي فإن الإنجاز الذي يمكن أن تقوم به هو تبريد الأجواء.