وأكد أن "الموسم الزراعي لهذا العام يواجه أزمة حادّة نتيجة ضعف كميات الأمطار، حيث لم يتجاوز معدل المتساقطات الـ226 ملم". وأوضح أن "هذه الكمية القليلة من الأمطار لم تكن كافية لتغذية التربة ولا للوصول إلى خزانات المياه الجوفية، مما حال دون تفجّر الينابيع التي يعتمد عليها المزارعون في الري".
وأشار إلى أن "هذا الشحّ في المياه اضطر المزارعين إلى تشغيل الآبار الارتوازية قبل موعدها المعتاد بحوالي شهرين، وهو أمر يثير القلق وينذر بأزمة مائية وزراعية كبرى في حال استمر الوضع على ما هو عليه".
وشدّد على أن "التقلّبات الحادّة في درجات الحرارة هذا الموسم ألحقت ضررًا كبيرًا بالتربة، وساهمت في جفافها وتصحرها، وهو واقع غير مألوف بالنسبة للبنان".
وأضاف: "بعض المحاصيل التي تسارعت في نموها نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، تعرضت لضرر كبير عندما انخفضت الحرارة فجأة، مما أدى إلى تراجع في جودة وكمية الإنتاج الزراعي بشكل عام". وأكد أن "هذه الظروف ستؤدي حتمًا إلى ارتفاع في كلفة الإنتاج وانخفاض في حجم المحاصيل المتاحة، الأمر الذي سينعكس سلبًا على الأسواق والأسعار".
وعن سبل التخفيف من تداعيات هذه الأزمة، أشار الترشيشي إلى غياب الحلول الجذرية حاليًا، مشددًا على أهمية حماية الإنتاج المحلي من المنافسة غير المتكافئة مع المنتجات المستوردة، وذلك من خلال دعم تسويق المنتجات اللبنانية في الأسواق الداخلية.
وفي ختام حديثه، أعرب عن أمله في أن تعود الأمطار مجددًا، رغم أن كل المؤشرات الجوية تفيد بانتهاء فصل الشتاء. وقال: "هالسنة تنذكر وما تنعاد"، في إشارة إلى الصعوبات الاستثنائية التي يواجهها المزارعون هذا الموسم، والذين يعيشون حالة من القلق بشأن مصير محاصيلهم ومستقبل أعمالهم.