أعلنت السلطات العسكرية الأوكرانية، فجر اليوم الخميس، أن العاصمة كييف تعرضت لهجوم جوي "كبير" شمل عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة، في واحدة من أعنف الضربات الروسية على المدينة منذ أسابيع.
وأطلقت القوات الروسية، بحسب البيانات الأوكرانية، أكثر من 40 صاروخاً باتجاه العاصمة، ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وإصابة أكثر من 60 آخرين بجروح متفاوتة، فيما أفادت بلدية كييف في وقت مبكر من الهجوم بوجود 21 مصاباً على الأقل، من بينهم طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، تم نقله إلى المستشفى بعد إصابته بشظايا.
في التفاصيل، نقلت قناة "العربية" عن مصادر محلية تأكيدها أن نحو عشر انفجارات عنيفة هزّت مناطق متفرقة من كييف، بينما تزامن القصف الروسي مع ضربات مماثلة طالت مدينة خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية.
وذكرت السلطات العسكرية في كييف، عبر قناتها على تطبيق "تيليغرام"، أن العاصمة "تتعرض لهجوم من صواريخ معادية"، في وقت دوّت فيه صفارات الإنذار في عدد من أحياء المدينة، ما دفع السكان إلى التوجه نحو الملاجئ.
وأكد مراسلو وكالة "فرانس برس" سماع دوي انفجارات متتالية وأزيز الطائرات المسيّرة في سماء العاصمة، وشاهد أحدهم سكاناً يندفعون بسرعة نحو ملجأ في الطابق السفلي من مبنى سكني فور انطلاق صافرات التحذير.
وأفادت السلطات العسكرية بوقوع أضرار مادية كبيرة في منطقتين على الأقل داخل كييف، دون أن تقدم تفاصيل إضافية حول حجم الخسائر في البنية التحتية.
ويأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه الجبهات الشرقية والجنوبية لأوكرانيا تصعيداً ميدانياً متسارعاً، مع ازدياد وتيرة الضربات الروسية الجوية باستخدام مزيج من المسيّرات الإيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" وصواريخ "كاليبر" البعيدة المدى. كما يشير مراقبون إلى أن الهجوم الأخير يتزامن مع اقتراب فصل الصيف، الذي عادة ما يشهد تغييرات في أنماط القتال.
يُشار إلى أن آخر هجوم صاروخي واسع النطاق على كييف وقع في مطلع نيسان الجاري، حين أطلقت روسيا عشرات الصواريخ على مواقع في العاصمة وضواحيها، ما أثار آنذاك موجة تنديد دولية جديدة ودعوات متجددة لتسريع تسليم منظومات الدفاع الجوي الغربية لأوكرانيا، وعلى رأسها صواريخ "باتريوت" الأميركية.
ويأتي هذا التصعيد بعد أيام من تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد فيها أن "العمليات العسكرية مستمرة وفق الخطط الموضوعة"، متّهماً الغرب بـ"إطالة أمد الحرب" عبر دعمه المتواصل لأوكرانيا بالسلاح والمال.