في إطار حملة دعائية متصاعدة، اتهم "مركز ألما للبحوث والتعليم" الإسرائيلي جمعية "وتعاونوا" الخيرية بأنها جزء من الشبكة المدنية التابعة لحزب الله، متحدثًا عن دورها في تغطية أنشطة الحزب عبر مشاريع إنسانية واجتماعية في الجنوب اللبناني والمناطق المحاذية للحدود.
وزعم التقرير أن الجمعية، التي تأسست عام 2007 وتوسعت بشكل لافت بعد حرب تموز، تندرج ضمن ما تسميه إسرائيل "الجبهة المدنية للمقاومة"، حيث تقدم خدمات إغاثية وتنموية تسهم، بحسب وصف المركز، في "تعزيز البيئة الحاضنة للمقاومة وتنفيذ خطط لوجستية للحزب تحت غطاء مدني".
ومن أبرز ما ركّز عليه التقرير مشروع "الوجه الحسن" لنقل وتركيب الحاويات السكنية، والذي يهدف بحسب الجمعية إلى توفير سكن كريم للأسر الفقيرة، بينما يزعم التقرير أن المشروع يستغل لنقل حاويات تُزرع أحيانًا في أراضٍ زراعية أو مناطق نائية يمكن استخدامها كمراكز رصد أو تخزين، وفق تعبيره.
كما تحدث التقرير عن علاقات الجمعية مع "الهيئة الصحية الإسلامية"، و"جمعية مؤسسة القرض الحسن"، إضافة إلى تلقيها دعماً من "مؤسسة الإمام الرضا" الإيرانية، معتبرًا أن هذا الترابط المالي والتنظيمي يعكس "هيكلية موحدة" بين الحزب وما أسماها "الجمعيات المدنية التابعة له".
ووفقًا للتقرير، فقد نشطت الجمعية بشكل ملحوظ في عمليات الإغاثة خلال الزلزال الذي ضرب سوريا في شباط 2023، حيث أرسلت قوافل مساعدات ومجموعات من المتطوعين إلى مناطق حلب واللاذقية. وادّعى مركز ألما أن هذا التحرك لم يكن إنسانيًا بحتًا، بل هدف إلى ترسيخ النفوذ الإيراني عبر مؤسسات لبنانية الهوية.
التقرير أرفق اتهاماته بسلسلة صور لمقرات الجمعية، وأخرى تُظهر سيارات إسعاف ومعدات تحمل شعارها في مناطق جنوبية، معتبرًا أن نشاط الجمعية يوازي "نشاطًا خفيًا لحزب الله بلباس إنساني".
في المقابل، لم تصدر الجمعية أي بيان رسمي للرد على الاتهامات، لكن مصادر متابعة لنشاطها أكدت أن الجمعية "تعمل بترخيص رسمي من الدولة اللبنانية، وتنفّذ مشاريعها بالتنسيق مع البلديات والمؤسسات العامة"، مشددة على أن ما يروّج له التقرير يدخل ضمن "الحرب النفسية الإسرائيلية ضد الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي في البيئة الشيعية".
ويرى مراقبون أن التقرير يندرج ضمن سياق أوسع من الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للمنظمات غير الحكومية المرتبطة ببيئة المقاومة، وذلك بهدف تجفيف مصادر الدعم الشعبي والمالي لحزب الله، وتشويه أي عمل اجتماعي في المناطق التي تُصنَّف بأنها "موالية".
يُذكر أن جمعية "وتعاونوا" تُعد واحدة من أبرز الجمعيات الفاعلة في الجنوب، وقد ساهمت خلال السنوات الماضية في مشاريع تنموية وصحية واسعة النطاق، استفادت منها آلاف العائلات، خصوصًا في ظل الانهيار الاقتصادي وغياب الدولة عن عدد من الخدمات الأساسية.