حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من تمدد حرائق الغابات المستعرة قرب القدس، قائلاً إن "الرياح الغربية قد تدفع الحريق بسهولة نحو ضواحي المدينة، وحتى إلى داخلها"، وفق مقطع مصوّر وزّعه مكتبه الأربعاء.
الحرائق التي اندلعت منذ ساعات الصباح في جبال القدس الغربية، تمددت سريعًا إلى مناطق واسعة، ما أدى إلى شلل في حركة النقل على طرق رئيسية، بينها الطريق السريع الرابط بين القدس وتل أبيب. وأسفرت النيران عن إصابة 22 شخصًا على الأقل، نُقل 12 منهم إلى المستشفى جراء تنشّق الدخان.
وفيما أعلنت السلطات حالة الطوارئ القصوى، أكدت الشرطة الإسرائيلية اعتقال 3 أشخاص يُشتبه بضلوعهم في إشعال الحرائق عمدًا. وقدّرت خدمات الطوارئ أن "مئات المدنيين في دائرة الخطر"، فيما أعلنت سلطة الإطفاء أن "أفضل السيناريوهات تشير إلى إمكانية السيطرة على الحريق صباح الخميس".
على وقع اتساع رقعة النيران، أصدر وزير الدفاع تعليمات بنشر قوات من الجيش لمساندة فرق الإطفاء، معلنًا "حالة طوارئ وطنية"، بينما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن فرق إطفاء حوصرت بالنيران غرب القدس وسط رياح قوية.
وشملت عمليات الإخلاء ثماني بلدات غرب المدينة، إضافة إلى نقل مرضى من مستشفى "هداسا عين كارم" بفعل اقتراب ألسنة اللهب. كما تقرر وقف حركة القطارات بين القدس ومطار بن غوريون، بعد أن غطى الدخان الكثيف المناطق المحيطة وأدى لحجب الرؤية وحدوث حالات اختناق.
وأظهرت مشاهد بثّتها القنوات الإسرائيلية نيرانًا تلتهم الأحراج بين منطقتي اللطرون وبيت شيمش، ما أجبر العديد من السائقين على ترك مركباتهم والفرار سيرًا على الأقدام.
في البداية، نُسبت الحرائق إلى درجات الحرارة المرتفعة والرياح الشديدة. إلا أن الرواية الرسمية سرعان ما تغيّرت مع إعلان الإذاعة العبرية عن توقيف ثلاثة مشتبه فيهم بضلوعهم في إشعال النيران عمدًا. القناة الـ14 العبرية نقلت عن مصادر أمنية أن "الحرائق بفعل فاعل وليست عرضية".
وفي موقف تصعيدي، اتّهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير "فلسطينيين" بالوقوف خلف الحرائق، داعيًا إلى "إعدامهم".
في المقابل، أعلنت الحكومة الإسرائيلية طلبها دعمًا دوليًا، وأكد نتنياهو وصول طائرات إطفاء من إيطاليا وكرواتيا خلال الساعات المقبلة.
الحرائق اندلعت في وقت بدأت فيه فعاليات الذكرى الـ77 لقيام إسرائيل على أرض فلسطين، ما اضطر السلطات إلى إلغاء العديد من الاحتفالات، وسط تضارب في قدرة خدمات الطوارئ على تأمين الفعاليات.
وأعلنت خدمة الطوارئ الإسرائيلية أنها لن تتمكن من تأمين الاحتفالات الرسمية بما يُعرف إسرائيليًا بـ"يوم الاستقلال"، الذي يتزامن مع ذكرى النكبة الفلسطينية، في مشهد قال مراقبون إنه يحمل دلالات رمزية بالغة وسط أزمة داخلية متفاقمة.