وهذا ما يؤكده العميد الركن المتقاعد جورج نادر، في حديثه إلى "ليبانون ديبايت"، موضحًا أن "إسرائيل، كما درجت العادة، لا تتحرّك بعفوية، بل بخطط معدّة سلفًا تسمّيها "خطط العمليات"، تُفعَّل فور وقوع الحدث الذي تعتبره مبرّرًا كافيًا".
ويقول نادر: "في حرب تموز 2006، كانت الخطة جاهزة فور اختطاف الجنود الإسرائيليين، وهذا النموذج يتكرر دائمًا، الإسرائيليون يضعون سيناريوهات مفصّلة وينتظرون اللحظة المناسبة لتنفيذها، حتى الحديث عن مشروع إسرائيل الكبرى أو نية اجتياح لبنان وسوريا ليس مجرد تحليل إعلامي، بل هناك خطط فعلية موضوعة على الطاولة، تنتظر التوقيت السياسي والعسكري الملائم".
وعن احتمال تنفيذ هذه الخطط، يرى أن "المسألة ترتبط أولًا بمدى التزام لبنان بتطبيق القرار 1701، الذي ينص بوضوح على خلوّ الجنوب اللبناني من أي سلاح غير شرعي، حتى الآن لم ننفّذ ما علينا بالكامل، وبالتالي تبقى الذرائع الإسرائيلية قائمة، المطلوب اليوم ليس فقط سحب سلاح حزب الله من الجنوب، بل أيضًا كل السلاح الموجود في المخيمات الفلسطينية، وفق جدول زمني واضح ومدروس".
ويعتبر أن "تنفيذ هذه الخطوات يسحب الذرائع من يد إسرائيل، ويرغمها في حال أي عدوان على مواجهة الدولة اللبنانية وجيشها، لا جهة حزبية، ما يضع الاعتداء في خانة انتهاك السيادة ويعطي لبنان مظلّة دعم دولية أوسع".
ويشير نادر إلى أن "ما نعيشه اليوم هو "عصر أميركي"، شاء اللبنانيون ذلك أم لم يشاؤوا، وواشنطن تُعطي إسرائيل غطاءً سياسيًا وعسكريًا مفتوحًا، ما يعزز خطر الانزلاق نحو مواجهة واسعة النطاق".
وانطلاقًا من هذا الواقع، يدعو العميد نادر إلى مقاربة واقعية من جانب حزب الله، ويقول: "يجب الاعتراف بأننا خسرنا المعركة، ولا يجب أن نخسر لبنان معها، المطلوب اليوم هو تجنّب المواجهة مع المجتمع الدولي وتسليم السلاح ضمن رؤية وطنية، تضمن بقاء لبنان على خريطة الدول القابلة للحياة".
الـــمــــزيــــــــــد
