أدى حريق اندلع داخل فيلا ضمن مجمّع سكني راقٍ بمدينة 6 أكتوبر في محافظة الجيزة إلى كشف تشكيل عصابي دولي خطير يضمّ أجانب من جنسية أوكرانية، تورطوا في تصنيع وتهريب مادة الآيس المخدرة بطرق مبتكرة، أبرزها إخفاؤها داخل مأكولات ومشروبات.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى تلقي مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أكتوبر بلاغاً من رئيس مباحث قسم شرطة أكتوبر أول، يُفيد باندلاع حريق داخل إحدى الفلل التابعة لمجمع سكني في نطاق القسم. وعلى الفور، توجّهت قوّة من الشرطة برفقة سيارات الإطفاء إلى موقع الحريق، حيث جرى السيطرة على النيران التي التهمت غرفتين من الفيلا، دون وقوع أي إصابات بشرية، نظراً لعدم وجود أي أشخاص داخلها وقت اندلاع النيران.
غير أن المفاجأة ظهرت أثناء عملية الفحص والتفتيش، حيث عثر رجال المباحث على مجموعة من الماكينات الغريبة، وأقراص غير معروفة النوعية ملفوفة بجوار تلك الماكينات، إضافة إلى أدوات وأوانٍ تُستخدم في خلط وعجن المواد الكيميائية. كما ضبطت الشرطة عدداً من جوازات السفر تعود لأشخاص يحملون الجنسية الأوكرانية.
وأظهرت التحريات أن الماكينات المضبوطة مخصصة لاستخلاص مادة الآيس المخدرة من أدوية تُستخدم لعلاج نزلات البرد، عبر عمليات كيميائية معقدة، ومن ثم إعادة تشكيلها على هيئة أقراص قبل تهريبها إلى خارج مصر. كما تبيّن أن أفراد التشكيل العصابي كانوا يُخْفون المخدرات داخل سندويشات ومشروبات بهدف تمريرها عبر المطارات دون إثارة الشبهات.
وبحسب المعلومات الأمنية، فإن العصابة تتكوّن من 6 أشخاص أوكرانيين، حاولوا الفرار بمجرد اندلاع الحريق ووصول الشرطة إلى الفيلا، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من توقيف 4 منهم، فيما لاذ اثنان بالفرار وتمكنا من مغادرة البلاد قبل ضبطهما.
ويُعد هذا الكشف ضربة أمنية كبيرة ضد شبكات تهريب المخدرات ذات الطابع الدولي، حيث تؤكد مصادر أمنية أن استخدام الأجانب لمنشآت سكنية راقية لتصنيع المخدرات بات يشكّل ظاهرة مقلقة، ويدفع إلى تعزيز إجراءات الرقابة على حركة الأجانب والمستأجرين في المجمعات المغلقة.
وتُصنَّف مادة الآيس (الميثامفيتامين) كأحد أخطر أنواع المخدرات المُصنعة، وتؤدي إلى أضرار صحية وعقلية جسيمة، وقد شهدت السنوات الأخيرة محاولات متكررة لإدخالها إلى مصر عبر الحدود الغربية والجنوبية أو عبر رحلات جوية قادمة من دول شرق أوروبا.
ويجري حالياً تتبّع المتهمين الهاربين، كما تعمل النيابة العامة على استكمال التحقيقات لكشف المزيد من التفاصيل حول طبيعة الشبكة وتوسّعها المحتمل داخل أو خارج البلاد.
الـــمــــزيــــــــــد
