نفت مصادر محلية في محافظة السويداء، جنوب سوريا، صحة الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول هبوط مروحية إسرائيلية داخل المدينة، مؤكدة أن هذه المعلومات "عارية عن الصحة وتفتقر إلى أي دليل ملموس".
ونقل موقع "تلفزيون سوريا" عن هذه المصادر قولها إن "لا صحة لما أشيع عن هبوط مروحية إسرائيلية في السويداء"، مشيرة إلى أن "أي تحليق لطائرات مروحية في أجواء المحافظة لم يتم رصده، كما لم يتم تسجيل أي عملية هبوط من هذا النوع في أي من المناطق المحيطة بالمدينة".
وجاء هذا النفي بعد أن تناقلت بعض وسائل الإعلام المحلية تقارير غير مؤكدة تفيد بأن مروحية إسرائيلية هبطت في السويداء وغادرت بعد فترة قصيرة. غير أن صفحة "السويداء 24" المحلية، التي تُعد من أبرز المصادر الإعلامية المستقلة في المنطقة، أوضحت نقلاً عن مصادرها، أن هذه المزاعم تأتي "ضمن سياق حملات التحريض الطائفي الممنهجة"، مؤكدة أنه "لم تُسمع أصوات مروحيات في أجواء المحافظة، بل سُمعت أصوات انفجارات ناتجة عن غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في ريف درعا المجاور".
ويأتي هذا التوتر الإعلامي وسط تصاعد وتيرة الغارات الإسرائيلية في سوريا، حيث أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" مساء الجمعة بأن الطيران الإسرائيلي شنّ سلسلة غارات استهدفت مواقع متعددة في البلاد، أبرزها في حرستا بريف دمشق، حيث سُمع دوي انفجار قوي، وأدى الهجوم إلى مقتل مدني بحسب مصدر محلي.
بدورها، أعلنت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الطيران الإسرائيلي استهدف بغارة جوية محيط قرية شطحة بريف حماة الشمالي الغربي، مما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص، كما تم استهداف محيط بلدة موثبين في ريف درعا الشمالي.
من جهتها، كشفت وكالة "فرانس برس" أن الغارات الإسرائيلية شملت مناطق غرب سوريا ومحيط العاصمة دمشق، بالتزامن مع تحليق مكثف لطيران حربي إسرائيلي عبر الأجواء اللبنانية، إضافة إلى تحليق طيران حربي تركي في الشمال السوري، وتحديداً في ريفي إدلب وحلب، ما يعكس تعقيد المشهد الجوي والعسكري في البلاد.
وفي بيان رسمي، قال الجيش الإسرائيلي إنه "استهدف موقعاً عسكرياً ومدافع مضادة للطائرات، إضافة إلى بنية تحتية لصواريخ أرض-جو في سوريا"، مشيراً إلى أن الغارات تأتي في إطار الرد على محاولات استهداف طائرات إسرائيلية.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت في وقت سابق من يوم الجمعة بأن الحكومة صادقت على تنفيذ ضربات إضافية داخل الأراضي السورية، تستهدف مواقع عسكرية ومراكز تابعة لـ"النظام الجديد"، في رسالة تحذيرية من مغبة تنفيذ أي عمليات انتقامية ضد السكان الدروز في الجنوب السوري، على خلفية التوترات الطائفية الأخيرة.
وتُعد هذه الموجة من الغارات الأعنف في الأسابيع الأخيرة، لا سيما بعد قصف محيط القصر الرئاسي السوري في دمشق فجر الجمعة، ما يشير إلى تصعيد إسرائيلي لافت، في ظل تغيرات إقليمية متسارعة، وانخراط النظام السوري مجدداً في النزاعات الداخلية ضمن مناطق الجنوب، حيث تتداخل العوامل السياسية والطائفية والأمنية بشكل معقد.