أعلنت مبادرة "نحو الإنقاذ" أنها تضع أكفانها بين أيدي الرؤساء الثلاثة، وحملت المسؤولية على الرؤساء الثلاثة فيما يتعلق بسلامة أعضائها أمنياً وجسدياً، وذلك بعد قصف مجهولين – معلومين منزل عضو المبادرة هادي مراد في بعلبك فجر يوم السبت. القصف جاء اعتراضاً على إقامة مراد مأدبة غداء في منزله في بلدة بريتال ظهر يوم أمس الجمعة.
وفي مؤتمر صحافي عقده الأعضاء مراد إلى جانب محمد بركات وعماد قميحة، توجهوا إلى وزارة الداخلية حيث التقوا الوزير أحمد الحجار. تم بحث سبل حماية الناشطين السياسيين المهدّدين تقنيًا وسياسيًا، وأخذوا منه وعداً بملاحقة الفاعلين وتوقيفهم.


مراد قال في كلمته إنّه توقّع أن تكون القذائف موجهة إلى "إسرائيل"، لكنه فوجئ بأنها سقطت على بيوت اللبنانيين. وأضاف: "ما عجزت عنه "إسرائيل"، يقوم به العدو الداخلي. فإذا كان الجيش اللبناني منتشراً في جنوب الليطاني، فمن يحمينا في شمال الليطاني؟".
واعتبر مراد أن قصف منزله من الداخل كان صدمة له، حيث ظن في البداية أن القصف من "إسرائيل"، مشيراً إلى أن الفيديو الملتقط يظن البعض أنه يوضح هجومًا إسرائيليًا.
مراد أضاف قائلاً: "نحن شيعة لبنان المعتدلين نتقاذف بين ثلاثة أعداء: "إسرائيل"، وخفافيش الليل، والدولة التي تعجز وترفض أن تحمينا". وتابع: "اليوم نحن نحمل أكفاننا ونضعها بين يدي جوزاف عون ونواف سلام. لا حل لنا إلا بالدولة وبالقانون، لسوق المجرمين القتلة الفجرة إلى السجون".
وتمنى مراد قائلاً: "لو قصف بيتي من "إسرائيل"، وليس من الداخل. لأنني أدرك وفقًا لدستورنا أن الصهيوني هو العدو، والمثير أن أدرعي ينذر قبل قصف البيوت المأهولة، بينما هؤلاء الأوغاد لم يُنذِروا حتى، وتخفوا في الظلام".
مراد ختم قائلاً: "إنها سابقة تاريخية في بعلبك، مدينة الشرفاء والأوفياء، وفي بريتال، خزّان العظماء، بريتال ملحم قاسم، التي ما عاهدت يومًا أن يُعتدى غدرًا على بيت أحد سكانها بهذه الطريقة العدوانية الصهيونية. وللإنصاف، وصلتني اتصالات من كبار القوم في بريتال الذين نددوا بهذا العمل الجبان واعتبروا من فعل ذلك مغرضًا وحاقدًا. وأنا أوجه لهم شكري وحبي وامتناني، فأنتم أولاد الشرف ولا تقبلون بعمل بلا شرف كهذا".


من جهته، قال عضو المبادرة محمد بركات: "تحضرني جملة كنا نرددها في التظاهرات لندل على جبن نظام الأسد وذله وهوانه أمام "إسرائيل"، واستقوائه على المعارضين في لبنان: "أسد أسد في الجولان، أرنب أرنب في لبنان". يمكنكم تغيير الجولان، لكن لبنان باقٍ باقٍ باقٍ. وفينا نحن اللبنانيين تتقد شعلة الاعتراض على الذين رهنوا بلادنا للقمع والغدر بحجة محاربة "إسرائيل". لكنهم ما حاربوا يومًا إلا لبنان، وما اعتدوا يومًا إلا على الأحرار الآمنين المدنيين".
بركات أضاف: "يقصفنا العدو الإسرائيلي يومياً. بسبب عبقرية حرب الإسناد التي دمرت قرانا وبيوتنا. وأفلست تجارنا. وأهانت أهلنا. وأضعفت دورنا ووجودنا. حتى أصبحنا كالعبيد المخصيين أمام آلة القتل والهوان، وأمام مسيّراتهم التي تأخذ حصتها من دمنا يومياً، ولا تنصرف. فيما نموت تحتها بعزّةٍ وكرامةٍ وعنفوان".
وتابع قائلاً: "نحن هنا لندافع عن أنفسنا، وعن أهلنا، عن 20 ألفًا بين شهيد وجريح تسببت عبقرية حرب الإسناد في قتلهم. وعن 20 أو 50 ألفًا غيرهم، سنلحق بهم، إذا لم تنتهِ هذه المهزلة المستمرة. حيث يقبضون على الناس بقوة السلاح وبالقمع والغدر وفتاوى الظلام والقتل والقهر".
بركات أضاف: "نحن اللبنانيين، وتحديدًا أهل الجنوب والبقاع والضاحية، مرشحون لنكون وليمة المجزرة المقبلة في المنطقة، ولنكون غزة الثانية، ولنتشرد في بقاع الأرض وجهاتها، لنتهجر، ويزداد ذلنا الذي بدأ... إذا لم نعد إلى رشدنا، إلى الدولة، إلى التواضع، إلى المواطنة، وإذا لم نقتنع بأن هناك مرحلة انتهت، وأن الآتي سيكون عظيماً علينا جميعًا إذا لم نستمع إلى أصوات العقل".
واختتم بركات قائلاً: "نحن نريد حماية الدولة، لأنهم يريدوننا أن نذهب إلى المجزرة مغمضي العيون والعقول، بلا نقاش ولا جدال".