إسرائيل تعزز وجودها في الجولان وتبحث التنسيق مع تركيا

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلي قد ضاعف وجوده العسكري في مرتفعات الجولان وفي المنطقة العازلة مع سوريا، وذلك في خطوة تصعيدية تهدف إلى تعزيز الأمن على الحدود الشمالية. وبحسب الصحيفة، فقد بدأت إسرائيل إجراء محادثات مع تركيا بشأن تنسيق النشاط العسكري في سوريا، وهو ما يسلط الضوء على تطور التعاون العسكري بين البلدين في ضوء الأوضاع المتوترة في المنطقة.

ووفقًا للتقرير، أُجريت محادثات بين ممثلين من إسرائيل وتركيا حول التنسيق العسكري في سوريا، في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات متعددة الأطراف، أبرزها العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد مواقع النظام السوري. يُعتقد أن تركيا مهتمة بتشكيل جيش دائم للشرع، وهو الجيش الذي يهدف الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى تشكيله، خاصة بعد التدمير الذي طال مخزونات أسلحة كبيرة تابعة للنظام السوري السابق على يد القوات الإسرائيلية.

في المقابل، يبدو أن تركيا لا تزال مترددة بشأن التكاليف المالية المترتبة على هذه الخطط العسكرية، وهو ما يعكس ترددًا في دفع الثمن المالي والبشري لهذه العمليات في الوقت الحالي.

في نفس السياق، نقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي رفيع قوله، إن النظام السوري تحت قيادة أحمد الشرع لا يزال يواجه تحديات كبيرة في توحيد السلطة. وأضاف الضابط أن القوات السورية لا تسيطر على مناطق واسعة، بما في ذلك الساحل الذي يهيمن عليه الطائفة العلوية، والمناطق التي تسيطر عليها تركيا والأكراد في الشمال، بالإضافة إلى المناطق البدوية في الجنوب الشرقي. وبالتالي، فإن المنطقة الحدودية مع إسرائيل لا تمثل أولوية بالنسبة للنظام السوري في الوقت الراهن.

من جانبه، يواصل الجيش الإسرائيلي تنفيذ مشروع هندسي ضخم لتعزيز البنية الدفاعية على الحدود، حيث تم الانتهاء من حوالي 20% من منطقة العزل الممتدة على 90 كيلومترًا مع سوريا. تشمل هذه الإجراءات خنادق عميقة وسدود دفاعية لتعزيز الحماية على الحدود.

وأكد الضابط في الجيش الإسرائيلي أن تكتيكات الجيش في هذه المنطقة مشابهة لتلك التي يتم تطبيقها في الضفة الغربية. حيث يتم تنفيذ نقاط تفتيش مفاجئة ودوريات على طول الحدود. وأشار إلى أنه في حال تلقي الجيش الإسرائيلي تحذيرًا أو معلومات استخباراتية بشأن نشاط عدائي محتمل في المنطقة، يتم اتخاذ الإجراءات الفورية وتوجيه ضربات عسكرية دون تردد.

تأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا في الهجمات الإسرائيلية ضد المواقع العسكرية للنظام السوري، في حين تبقى العلاقات بين إسرائيل وسوريا متوترة بشكل مستمر. كما أن التصعيد العسكري في سوريا يتزامن مع التوترات الإقليمية حول الوجود العسكري التركي في الشمال السوري، مما يفاقم من تعقيدات الوضع في المنطقة.