أطلق النائب جميل السيد سلسلة مواقف عبر منصة "إكس"، عكست رؤيته "المتشائمة" حيال مستقبل سوريا والمنطقة ككل، محذرًا من أنّ ما يجري في الساحة السورية هو مقدّمة لتحوّلات جذرية قد تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط بالكامل، وقد لا يسلم منها لبنان.
وقال السيد إنّ "سوريا اليوم هي تحت السيطرة الإسرائيلية من الجوّ، والسيطرة التركية على الأرض"، مشيراً إلى تزايد وتيرة الضربات الجوية التي تنفذها إسرائيل على الأراضي السورية، والتي غالباً ما تستهدف مواقع يُقال إنها مرتبطة بإيران أو مجموعات متحالفة معها، إلى جانب الحضور التركي في الشمال السوري، خصوصًا في مناطق إدلب وريف حلب.
وأضاف أنّ "العرب يحاولون بين هذا وذاك الحصول على دور ونفوذ"، لكنه شدّد على أنّ ذلك يتم في ظل غياب استراتيجية موحّدة أو موقف عربي جامع، معتبرًا أن الساحة السورية تحوّلت إلى مسرح لتصفية الحسابات الدولية، حيث "تحمي الأيدي الأميركية والأوروبية والروسية مصالحها في تلك الساحة"، على حدّ تعبيره.
ورأى السيد أن "سوريا اليوم عبارة عن عجينة لم تأخذ شكلها بعد، توحيدًا أو تقطيعًا، فيما شعبها أصبح فرق عملة في صراع الدول حتى إشعار آخر"، مشيرًا إلى واقع الانقسامات الداخلية، وتعدّد مناطق النفوذ والسيطرة، ما يجعل من أي مشروع لإعادة توحيد البلاد أمرًا معقّدًا وصعب التحقق في المدى القريب.
ولم يُخفِ السيد خشيته من أن "تقسيم سوريا كما يبدو ويُخطّط لها قد يكون بمثابة سابقة خطيرة"، معتبرًا أنّ هذا السيناريو، إن حصل، "فلن تبقى دولة في الشرق الأوسط على شكلها الحالي، بما فيها تلك التي تعتبر نفسها موحّدة ومحصّنة ومحميّة".
وتابع السيد قائلاً: "ستصبح عندها إسرائيل الضابط الأقوى في المنطقة وشرطيّها"، منتقدًا ما وصفه بـ "سياسة الهروب إلى الأمام التي يعتمدها العرب"، والتي يرى أنها لن تجدي نفعًا ما لم تحصل "صحوة جماعية قبل فوات الأوان".
وختم منشوره بسؤالٍ لاذعٍ: "ونحن في لبنان؟!"، مضيفًا: "نحن أوّل من ينقسم وآخر من يلتحم…"، في إشارة إلى هشاشة الوضع اللبناني وتزايد الانقسامات الداخلية، وسط تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية والانهيار المؤسساتي المستمر.