من المقرّر أن تصل غداً إلى مطار رفيق الحريري الدولي ثلاث طائرات إماراتية، في مؤشر عملي أول على بدء تنفيذ قرار دولة الإمارات العربية المتحدة رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان، وذلك ابتداءً من السابع من أيار الجاري.
وتُعدّ هذه الرحلات الأولى بعد إعلان رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قرار رفع الحظر، الذي أتى نتيجة المساعي الدبلوماسية التي توّجت بالزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون إلى أبوظبي. وقد عُقدت خلال الزيارة لقاءات رسمية رفيعة المستوى، أكدت على أهمية إعادة تفعيل العلاقات الثنائية وفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات، من بينها السياحة والاستثمار والقطاعات الاقتصادية الحيوية.
وسيكون وزير الإعلام اللبناني، المحامي بول مرقص، في عداد مستقبلي الطائرات الثلاث، في خطوة ترمز إلى الترحيب الرسمي اللبناني بهذه العودة الإماراتية، والتي يُعوَّل عليها لإعادة تنشيط الحركة السياحية والاستثمارية في البلاد، خصوصاً في ظلّ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها لبنان.
وكانت دولة الإمارات قد فرضت قيوداً على سفر مواطنيها إلى لبنان خلال السنوات الماضية، بسبب ظروف سياسية وأمنية معقّدة. غير أن التحوّلات الأخيرة في المشهد الإقليمي، والانفراجات الدبلوماسية على خطّ بيروت – الخليج، دفعت باتجاه إعادة النظر في الإجراءات السابقة، بما ينعكس إيجاباً على العلاقات اللبنانية – الخليجية التي لطالما شكّلت ركيزة أساسية للاستقرار والدعم الاقتصادي للبنان.
ويأتي القرار الإماراتي في وقتٍ يستعد فيه لبنان لاستقبال موسم صيفي يُتوقع أن يكون واعداً نسبياً، في حال استمرّ المسار الإيجابي في الانفتاح العربي عليه. ويُشكّل حضور الإماراتيين – سواء للسياحة أو الاستثمار – عاملاً محورياً في إنعاش القطاعات الخدماتية، كما أنه يبعث برسائل اطمئنان سياسية واقتصادية إلى الداخل والخارج، مفادها أن بيروت لا تزال قادرة على استقطاب محيطها العربي، إذا ما وُجدت الإرادة الرسمية لذلك.
الـــمــــزيــــــــــد
