وتوضح مصادر قريبة من أجواء الثنائي الشيعي الانتخابية لـ"ليبانون ديبايت" أن كل منطقة انتخابية لها إدارتها المنفصلة عن بقية الإدارات، وهي تكون معنية بمتابعة كل التفاصيل بشكل أساسي، وفي الوقت عينه هناك حرص شديد على التوافق العائلي داخل البلدات وأكبر قدر من الانسجام. أيضًا، هناك حرص على العلاقة مع حركة أمل، فهناك سياسات مقررة وضوابط متفق عليها، وقبل الانتخابات جرى اجتماع على مستوى المسؤولين التنفيذيين وأكدوا على الاتفاقات السابقة، معتبرة أن هذا من المفترض أن ينعكس إيجابًا في هذا الإطار من خلال عملية التنسيق وتجاوز الانتخابات بنتائج جيدة.
ورغم ربح الحزب لمعركة علمات الانتخابية البلدية في جبيل، يبقى السؤال: "ما الذي حصل في انتخابات علمات، حيث انفصلت حركة أمل عن الحزب وخاضت الانتخابات مع خصومه؟". توضح المصادر أن ذلك له علاقة بظروف مرتبطة بالعوائل ولا يمكن اعتباره خلافًا بين الحزب والحركة، فهناك مساحة من الحرية للعائلات، لا سيما أن الحدث غير مرتبط بالثنائي كأن هناك وصاية على القرى والبلدات، فهناك توازنات محلية وعائلية داخل القرى تفرض أحيانًا الاختلاف الذي لا يُفسد في الود قضية، بما معناه "اختلاف متفق عليه".
أما عن تقييم الحزب للجولة الأولى من الانتخابات البلدية، حيث جاءت النتائج محسومة للحزب بما يؤكد على ثبات بيئة المقاومة في خياراتها، فإن المصادر تلفت إلى أهمية التركيز على أن الحزب لم تكن غايته تظهير هذا الأمر، مشيرًا مثلًا إلى أن الحزب لم يسارع في انتخابات بلدية الغبيري لاستحضار حوالي 10 آلاف من سكانها القاطنين حاليًا خارج إطارها لأن المعركة كانت محسومة.
وبالتالي، فإن الحزب الذي يثق ببيئته وخياراتها، فهذه البيئة، على حد تعبير المصادر، التي تعطي الدم وتقدم التضحيات بالكلمة والفعل، لا تهتز أو تحتاج إلى اختبار. لكن إذا أراد الآخر قراءة البيئة من خلال هذا الأمر، فلا مشكلة، فليس لدى الحزب مشكلة ليُظهر للآخرين أنه لا يزال متفاعلًا مع بيئته ومتكاملًا معها.
أما فيما يتعلق بانتخابات محافظتي الجنوب والنبطية، فلا يمكن حسم موضوع التزكية إلا بعد انتهاء مهلة سحب الترشيحات، ولكن الأمور تتم هناك بالتوافق بين الحركة والحزب والعائلات، مع الحفاظ على مساحة حرية لهم في اختيار من يرونه أنه يخدم بلدتهم.
الـــمــــزيــــــــــد
