اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأربعاء 07 أيار 2025 - 19:31 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

موجة استنكار عالمية بعد رفض زيلينسكي لهدنة يوم النصر

موجة استنكار عالمية بعد رفض زيلينسكي لهدنة يوم النصر

مع اقتراب احتفالات "عيد النصر" على النازية في الحرب الوطنية العظمى، الذي تحتفل به روسيا في الـ9 من أيار من كل عام، لا تزال ردود الفعل الدولية تتوالى يوماً بعد يوم حول رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهدنة المؤقتة التي أعلنت عنها موسكو خلال الأيام الاحتفالية بيوم النصر، والتي رأى فيها العديد من الخبراء أنها ممكن أن تكون "بداية" لسلام دائم بين البلدين.


بعد أن سادت أجواء إيجابية بمساعي السلام في أواخر نيسان الماضي، والمبادرة الإيجابية من موسكو بإعلان هدنة ووقف العمليات العسكرية في أيام الذكرى الـ80 لعيد النصر، أي من 8-11 من أيار الحالي، إلا أن زيلينسكي رفض المقترح الروسي مشيراً في تصريحات تحمل تهديداً مبطناً، بأن كييف لا تستطيع ضمان سلامة الضيوف الأجانب وقادة العالم الذين سيزورون روسيا لحضور احتفالات يوم النصر بموسكو يوم 9 أيار، قائلاً: "لا يمكننا تحمل المسؤولية عما يحدث على أراضي روسيا. الروس هم من عليهم ضمان سلامتهم".


وكانت تصريحات زيلينسكي التي توحي بعدم الرغبة في السلام وإنهاء الصراع وفقاً لمراقبين، بل على العكس تحمل تهديداً وتصعيداً، قد سببت ردود فعل محلية وغربية ودولية غاضبة. حيث أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعلان موسكو، واصفاً إياه بأنه "كثير جداً" مقارنة مع الوضع الذي بدأت به المفاوضات، قائلاً: "مبالغ فيه، لو كنت تعرف من أين بدأنا..".


وفي هذا السياق، أشار بعض الخبراء إلى أن تصريحات ترامب تعكس عدم رضا أميركي على تصرفات القيادة الأوكرانية، التي تسعى، بحسب البعض، إلى إطالة أمد الصراع على حساب دول أخرى وعلى حساب حق الشعب الأوكراني في حياة مستقرة.


في المقابل، رفض رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو تصريحات زيلينسكي وتهديداته للذين سيشاركون في احتفالية ذكرى النصر، قائلاً: "أنا ذاهب للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الـ80 للنصر في موسكو". وأضاف: "زيلينسكي مخطئ في اعتقاده أن الوفود الأجنبية لن تحضر إلى موسكو". معرباً عن أسفه لرفض أوكرانيا عرض القيادة الروسية بوقف إطلاق النار خلال ذكرى عيد النصر.


من جهته، وصف رئيس صربيا، ألكسندر فوتشيتش، المكالمة الهاتفية التي أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنها "ممتازة وغنية بالمحتوى". مؤكداً على حضوره العرض العسكري في العاصمة موسكو بمناسبة "عيد النصر" الذي يصادف في الـ9 من أيار. ويُتوقع أن يشارك قادة 20 دولة في احتفالية يوم النصر، أبرزهم الرئيس الصيني شي جينبينغ، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى جانب قادة كازاخستان وبيلاروس وكوبا وفنزويلا.


وبحسب الباحث حسين العبدلله المتخصص في الشأن الروسي، فإن ردود الفعل الدولية على تصريحات زيلينسكي وتأكيد معظم القادة حضورهم لاحتفالات النصر تشير بوضوح إلى أن معظم قادة العالم لا يُقيمون اعتباراً لزيلينسكي وإدارته، وأن تهديداته لا تثير الخوف لديهم، خاصة بعد أن أثبت فشله محلياً ودولياً على الصعيد العسكري والسياسي. وأشار العبدلله إلى أن تصريحات زيلينسكي توحي بعدم رغبته في السلام وإنهاء الصراع، على الرغم من الخسائر الهائلة والدمار الذي لحق ببلاده وشعبه بسبب سياساته المتهورة.


ردود الفعل الروسية


أما روسياً، فقد رد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، على تصريحات زيلينسكي بقوله: "لا يمكن لأحد أن يضمن بقاء العاصمة الأوكرانية كييف حتى الـ10 من أيار إذا هاجمت أوكرانيا موسكو خلال احتفالات النصر في الـ9 من أيار". واصفاً تصريحات زيلينسكي بأنها "استفزاز لفظي" وقال إن لا أحد طلب ضمانات أمنية من كييف خلال احتفالات الـ9 من أيار.


في السياق ذاته، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في حديث لوكالة نوفوستي بأن "التصريحات التي أدلى بها زيلينسكي هي تهديد تقليدي من إرهابي دولي. ولهذا السبب بالذات رفض رأس النظام في كييف الهدنة التي اقترحها رئيس روسيا خلال الأيام الاحتفالية بمناسبة عيد النصر، وهدد بشكل لا لبس فيه زعماء العالم الذين يخططون لزيارة موسكو في 9 أيار".


أوربان: أوكرانيا ستكون عبئاً على الاتحاد الأوروبي


وفي إطار ردود الفعل الغاضبة والتوترات في المنطقة بسبب سياسات وتصريحات الرئيس الأوكراني المستفزة، قال رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان إن القبول المتسرع لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي سيكون "صفقة سيئة" لأنها ستكون "عبئاً" على الاتحاد. معلناً اتخاذه قراراً بالدخول في صراع علني مع زيلينسكي، وذلك بعد أن سمع في كلامه تهديداً صريحاً. وقال أوربان: "اضطررت للدخول في صراع علني مع زيلينسكي، وأنا أعلم أن لذلك عواقب. حتى الآن كنت أتجنب المشاجرة معه رغم الخلاف حول قضايا جوهرية، لكنني اضطررت للتخلي عن هذا النهج لأنني سمعت في كلمات زيلينسكي تهديداً".


خبير: قادة كييف لا يريدون السلام


وفي سياق ذو صلة، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما ليونيد سلوتسكي أن رفض زيلينسكي عرض روسيا لهدنة عيد النصر وتهديده للحضور المشاركين "يقوض الجهود السلمية ويحاول مرة أخرى عرقلة المسار التفاوضي". وأضاف: "على إدارة الرئيس الأميركي ترامب استخلاص الاستنتاجات".


بدوره، اعتبر الباحث المتخصص بالشؤون الروسية رامي الحاج محمد أن تصريحات زيلينسكي الأخيرة خطيرة جداً. مشيراً إلى أن رفضه للهدنة يشير إلى أنه لا يريد السلام ويوحي برغبته في إطالة أمد الصراع، تبعاً لمصالح شخصية ضيقة، ولو على حساب الآخرين. وبحسب محمد، فمع مشاركة القوات الأوكرانية في القتال في عدة دول أفريقية، فقد وسعت كييف نطاق الحرب، حيث يدفع الشعب الأوكراني والدول الأفريقية ثمن مغامرات زيلينسكي ومصالح الدول الغربية التي تتولى دعم وتسليح كييف.


خبير: زيلينسكي حوّل قوات بلاده لمرتزقة لدى الغرب


في سياق ذو صلة، كانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قد قالت إن زيلينسكي "نشر تجربته الإرهابية الأجنبية إلى قارات أخرى عندما نفذ سلسلة من الأعمال المتطرفة في مالي". وقالت: "بعد كل هجوم إرهابي على الأراضي الروسية، يتباهى نظام كييف وأجهزته الأمنية، وحتى زيلينسكي شخصياً، بأن الأمر من تدبير أياديهم وأن الأمر سيستمر على هذا النحو".


وحول تصريحات زاخاروفا وتهديدات زيلينسكي لموسكو، قال الخبير الأمني والسياسي خالد عبد الصمد بأن ما قالته زاخاروفا مبني على تقارير وأدلة وحقائق، فالقوات الأوكرانية وخبرائها العسكريون ينشطون بالفعل في عدة دول أفريقية.


ففي السودان على سبيل المثال، كان المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش قد كتب العام الماضي في صفحته على فيسبوك، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار الأوكران يقدمون الدعم لقوات "الدعم السريع" بدعوة من حميدتي.


وبحسب يفلاش، فإن "كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول". وفي السياق ذاته أعلنت مالي في آب 2024 قطع علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، وذلك بسبب إقرار المتحدث باسم وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندريه يوسوف بضلوع أوكرانيا في هجوم أسفر عن استشهاد جنود ماليين وبعض المدنيين.


وبحسب عبد الصمد، فإن كل ما تم ذكره يفسر إحباط زيلينسكي وإدارته لكل عملية سلام، واستمراره في رهن بلاده وشعبه لتحقيق مصالح بعض الدول الغربية بالوكالة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة