كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الأربعاء، أن الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يسعى للقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أجل عرض رؤيته لإعادة إعمار سوريا، المستوحاة من خطة "مارشال" الأميركية التي ساهمت في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سوريين أن الشرع وجّه رسالة إلى البيت الأبيض يطلب فيها لقاءً مع ترامب خلال زيارته المرتقبة إلى دول الخليج، لعرض برنامج اقتصادي شامل يضع الشركات الأميركية والغربية في مقدمة مشهد إعادة الإعمار، بدلاً من الشركات الصينية.
وأشار التقرير إلى أن سوريا الجديدة تسعى لبناء علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة، وتركز رؤية الشرع على جذب الاستثمارات الغربية، لا سيما في قطاعي النفط والغاز.
ونقلت الصحيفة عن مجلس الأمن القومي الأميركي أن "سلوك السلطة المؤقتة في سوريا سيُحدد مستقبل دعمنا وإمكانية تخفيف العقوبات"، موضحة أن واشنطن سلّمت حكومة الشرع قائمة شروط يجب استيفاؤها قبل النظر في أي تخفيف للعقوبات المفروضة.
وبحسب التقرير، فإن الشرع أطلق حملة دبلوماسية هادئة لكسب الدعم الأميركي، شملت اعتقال مسلحين أجانب والتواصل غير المباشر مع إسرائيل عبر وسطاء بهدف التهدئة، إضافة إلى إبداء استعداده لمنح شركات الطاقة الأميركية عقوداً للعمل في سوريا.
وفي هذا السياق، زار جوناثان باس، وهو ناشط جمهوري مقرّب من ترامب والرئيس التنفيذي لشركة "أرجنت" للغاز الطبيعي، العاصمة السورية دمشق خلال الأسبوع الماضي، حيث عرض خطة متكاملة لتطوير موارد الطاقة في البلاد، بالشراكة مع شركات غربية، وإنشاء شركة نفط وطنية سورية تُدرج لاحقًا في الأسواق الأميركية.
وفي تطور متصل، أعلن الشرع مساء الأربعاء، من باريس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن مفاوضات غير مباشرة جارية بين سوريا وإسرائيل عبر وسطاء، هدفها تهدئة الأوضاع ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.
وقال: "نتحدث مع كل الدول التي لها قنوات تواصل مع إسرائيل من أجل الضغط عليها لوقف انتهاكاتها في الأجواء السورية واستهداف المنشآت".