تشهد العاصمة بيروت تصعيدًا في الحملات الإعلامية الموجهة ضد النائب فؤاد مخزومي، في محاولة واضحة للنيل من دوره المحوري في تشكيل لائحة توافقية تضم مختلف القوى السياسية والطائفية، وتلتزم بمبدأ المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس البلدي المكون من 24 عضوا، 12 مسلم و12 مسيحي.
مصادر مطلعة، أكدت أن مخزومي لعب دورًا أساسيًا في توحيد المكونات السياسية البيروتية حول لائحة واحدة، تُعد من أبرز المحاولات الجدية لتحقيق توازن وطني داخل مجلس بلدية بيروت. ورغم نجاحه في جمع الغالبية الساحقة من القوى الفاعلة، فإن هذه المبادرة قوبلت بامتعاض من بعض الجهات التي وجدت نفسها خارج المعادلة التوافقية او متضررة خوفاً على مصالحها وحصصها.
وفي هذا السياق، تم تداول إشاعات تفيد بأن مخزومي فرض أحد أقربائه، وتحديدًا أبن خالته المهندس إبراهيم زيدان، على رأس اللائحة، وهو ما نفته مصادر مطلعة على مسار تشكيل اللائحة.
وأوضحت أن مخزومي كان من أبرز الداعمين لتسمية رجل الأعمال بسام برغوت لرئاسة اللائحة، قبل أن يعتذر الأخير ومعه عدد من المرشحين لأسباب خاصة، ما فتح الباب أمام توافق جميع الأطراف على تسمية المهندس إبراهيم زيدان.
وبما يخص زيدان، فهو معروف باستقلاليته وخبرته الهندسية، وهو شخصية بيروتية لا تنتمي لأي حزب سياسي، يحمل مشروعًا إنمائيًا متكاملاً للعاصمة، ما جعله يحظى بثقة جميع الشركاء في اللائحة.
وتضم اللائحة عددًا من الشخصيات الشابة المستقلة، التي تمتلك كفاءة وحضورًا ونشاطًا في الحياة المدنية والاجتماعية، وهي عوامل يرى فيها مراقبون تهديدًا حقيقيًا للبنية التقليدية داخل بلدية بيروت.
المصادر نفسها شدّدت على أن الحملة التي تستهدف مخزومي ليست موجهة لشخصه بقدر ما هي محاولة لضرب مشروع التوافق الـ جامع، الذي يتعارض مع منطق المحاصصة الضيقة، ويطرح بديلًا حقيقيًا قادرًا على إحداث تغيير فعلي في إدارة العاصمة.