بعد 43 عامًا من فقدانه، أعلنت إسرائيل عن استعادة جثة الرقيب أول تسفي فلدمان، الذي فقد في معركة السلطان يعقوب عام 1982 خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان. العملية التي تمت في الأراضي السورية،نفذها جهاز الموساد بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي، بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة.
وتأتي هذه العملية بعد نحو ست سنوات من استعادة جثة الجندي زكريا باومل، الذي قتل في نفس المعركة، بينما لا يزال مصير الجندي الثالث، يهودا كاتس، مجهولًا. ووُصفت العملية بأنها "معقدة وسرية"، حيث نجح الموساد في تحديد موقع جثة فلدمان في عمق سوريا، مما أتاح استعادتها إلى إسرائيل.
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن الخبر في زيارة خاصة لمنزل عائلة فلدمان في تل أبيب، وقال: "تسفيكا كان مفقودًا منذ عقود، ولم نتوقف يومًا عن السعي لإعادته. أعدناه اليوم، ولكن للأسف والديه قد توفيا دون أن يشهدا هذه اللحظة. نعيده اليوم إلى إخوته، وإلى تراب أرض إسرائيل التي أحبّها".
وتابع نتنياهو: "صادقت على العديد من العمليات السرية خلال السنوات الماضية للعثور على مفقودي معركة السلطان يعقوب، وأجدد التزامي بإعادة جميع المفقودين، أحياءً كانوا أم أمواتًا".
من جانبه، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن استعادة جثة فلدمان تمثل إنجازًا كبيرًا بعد أربعة عقود من الألم، وأضاف: "في هذه الساعة الصعبة، قلوبنا مع عائلة فلدمان التي عاشت سنوات طويلة من الحزن وعدم اليقين". وشدد على أن إسرائيل ستواصل العمل من أجل إعادة الجندي يهودا كاتس.
وصرح بيان مشترك من الجيش الإسرائيلي والموساد أن العملية توجت بنجاح بعد جهود استخباراتية استمرت أكثر من 40 عامًا، وأوضح أن استعادة الجثة تمت بفضل "معلومات دقيقة وقدرات تنفيذية تعكس الإبداع والشجاعة". كما تم إبلاغ عائلة الجندي المفقود يهودا كاتس بتفاصيل العملية الجارية للعثور عليه.
في مقابلة مع شقيقة تسفي فلدمان، قالت: "ما يحدث في سوريا هو نافذة أمل نادرة نأمل أن تعيد إلينا تسفيكا. لا نعلم ماذا حلّ به، لكن النظام السوري كان قاسيًا للغاية، وربما كان مسجونًا في أقبية مظلمة". وأكدت أن هذه القضية ليست مجرد قضية عائلية بل هي قضية وطنية، مشددة على أن الدولة ملزمة بإعادة الجندي المفقود.
يُذكر أن معركة السلطان يعقوب التي جرت في حزيران 1982 بين القوات الإسرائيلية والجيش السوري كانت واحدة من أبرز المعارك خلال اجتياح لبنان، وأسفرت عن مقتل 20 جنديًا إسرائيليًا، بينما فُقد ستة جنود. ومع استعادة جثتي زكريا باومل وتسفي فلدمان، يبقى مصير الجندي يهودا كاتس لغزًا جاريًا العمل على حلّه.

