وفي هذا الإطار، يرى الكاتب والمحلل السياسي غسان ريفي، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن أجواء الانتخابات البلدية في مدينة طرابلس ما تزال ضبابية وغير حاسمة، في ظل عدم صدور أي نتائج رسمية أو حتى"، مشيرًا إلى أن "هذا الواقع يطرح العديد من علامات الاستفهام، ويعكس إلى حدّ بعيد غياب الجدية في مواكبة العملية الانتخابية من قبل القوى السياسية، على الرغم من الحديث المسبق عن دعمها لبعض اللوائح".
ويوضح ريفي أن "المعلومات المتوفرة حتى ظهر اليوم تفيد بفرز نحو 190 صندوقًا، أظهرت تقدُّم لائحة "رؤية طرابلس" بـ15 مقعدًا، مقابل 8 مقاعد للائحة "نسيج" ومقعد واحد للائحة "حراس المدينة"، مؤكدًا أن "المنافسة ما تزال قائمة بين خمسة مرشحين من لائحة "رؤية" وخمسة آخرين من لائحة "نسيج" على المقاعد المتبقية، حيث يمكن لأي صندوق إضافي أن يؤثر في النتائج".
ويقول: "هناك مجموعة من العوامل التي أدت إلى نسبة اقتراع متدنية، في طليعتها انعدام الثقة لدى الطرابلسيين بقدرة أي مجلس بلدي جديد على إحداث تغيير، بعد تسع سنوات من أداء المجلس السابق الذي فشل في تقديم أي خدمات حقيقية وانقسم على نفسه مرارًا، ما أسهم في تدهور أوضاع المدينة بشكل لافت".
ويضيف: "من بين الأسباب الأخرى التي أثّرت في مسار الانتخابات، الفوضى في تشكيل اللوائح، إذ بلغ عددها ست لوائح، في حين كان من الممكن توحيد الجهود ضمن لائحتين تضمّان الكفاءات المطلوبة، بدلاً من أن تضم كل لائحة خليطًا غير متجانس من المرشحين. بالإضافة إلى غياب التعامل الجدي من قبل الجهات السياسية التي أعلنت دعمها لبعض اللوائح، لكنها لم تبذل أي جهد فعلي لمساندتها أو تأمين الأصوات لها".
ويشدّد ريفي على أن غياب العنوان السياسي الواضح أو التحدي السياسي الحقيقي، إضافة إلى غياب الانقسام السياسي الذي يدفع الناخبين إلى الاقتراع، أسهم في تراجع الحماسة الشعبية، أما العامل الأبرز، بحسب رأيه، فهو الغياب شبه الكامل للماكينات الانتخابية، والتي تلعب دورًا مهمًا في مدينة كطرابلس، من خلال تأمين النقل واللوجستيات والتواصل مع الناخبين".
ويختم بالقول: "حتى الآن لم تصدر النتائج النهائية، وقد يمتد إعلانها إلى وقت متأخر من الليل، في إنتظار ما ستكشفه الساعات القادمة".