مرّة جديدة، يكشف رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع عن وجهه الإلغائي الاستعلائي، وهذه المرّة عبر هجوم مباشر على الإعلامي رياض طوق، لمجرّد أنّه يمارس حقّه الدستوري في الترشّح للانتخابات النيابية أو دعم لوائح مستقلّة في الانتخابات البلدية والاختيارية.
جعجع، الذي لطالما تغنّى بالديمقراطية والتعدّدية، لم يكتفِ برفض الترشّح، بل لجأ إلى وصف طوق بـ“السوسة” بأسلوب تحقيري يفضح ذهنية لا تحتمل الرأي الآخر.
المفارقة أنّ جعجع يستمرّ في الحديث عن “قيمة مضافة” ينبغي أن يتحلّى بها من يريد خوض العمل العام، وكأنّ خوض الانتخابات يحتاج إلى ترخيص حزبي من “المضافة القواتية” التي يديرها مع زوجته ستريدا. وللمفارقة، يتجاهل عمدًا أنّ رياض طوق نفسه سبق أن نال ثقة أهل بشري في صناديق الاقتراع، ويحمل شرعية شعبية لا تُلغى بنعوت هابطة.
والسؤال الجوهري: ما هي “القيمة المضافة” التي يريدها جعجع؟ هل هي البنى التحتية المتهالكة في بشري؟ أم غياب أي رؤية إنمائية فعلية؟ أم الهجرة المتواصلة لشباب القضاء بحثًا عن لقمة كريمة؟
في العمق، خطاب جعجع ليس دفاعًا عن “مصلحة بشري”، بل “فيتو سياسيًّا” على كلّ من تسوّل له نفسه كسر الاحتكار القواتي داخل القضاء، عبر تخوين وشيطنة المنافسين ومنعهم من التقدّم. الرسالة صريحة: “بشري ملك خاص… والمنافسة ممنوعة”.
بين الشعارات الديموقراطية التي تُرفع، والممارسات الإلغائية التي تُترجم على الأرض، تتجلّى التناقضات الصارخة في نهج سمير جعجع. وعليه، آن الأوان لأهالي بشري أن يسألوا أنفسهم: هل نريد قضاءً حرًّا يقوده أبناؤه بتعدّدهم، أم نرضى بأن نتحوّل مجرّد رقم في جيب سمير وستريدا جعجع يُستعمَل موسميًا للاستهلاك السياسي؟