ينتظر لبنان ومطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عودة الخطوط الجوية السعودية بعد توقفها منذ الحرب الأخيرة في أيلول الماضي، فيما لا تزال شركة "طيران الشرق الأوسط – الميدل إيست" تسيّر رحلات منتظمة من وإلى الرياض وجدة.
وفي هذا السياق، كشف المدير العام للطيران المدني، المهندس أمين جابر، في حديث إلى جريدة "الأنباء"، أنّه "حتى اللحظة لم يُقدّم أي طلب رسمي لاستئناف رحلات الخطوط الجوية السعودية"، مشيرًا في المقابل إلى احتمال أن "تباشر شركة طيران سعودية منخفضة الكلفة (Low Cost) بتسيير رحلات إلى مطار بيروت".
وعن شركات الطيران الأجنبية التي لم تستأنف رحلاتها بعد إلى لبنان بعد توقفها في فترة الحرب، أوضح جابر أنّ "نسبة هذه الشركات تقلّ عن 10%، وقد تقدّمت بعض الشركات بطلبات استئناف رحلات عشية موسم الصيف ونالت الموافقة، إلا أنها لم تبدأ بعد، على أن تنطلق هذه الرحلات مع نهاية حزيران، وخصوصًا من أوروبا، مثل شركة SAS الإسكندينافية، والشركة البولونية، وشركة Wizz Air منخفضة الكلفة التي ستسجّل للمرة الأولى انطلاق رحلات من أبوظبي إلى بيروت في 4 حزيران".
ورداً على سؤال حول الجدل القائم بشأن احتكار "الميدل إيست" للسوق اللبنانية، وضرورة فتح الباب أمام شركات منافسة بهدف خفض أسعار التذاكر، قال: "من موقعنا كمديرية للطيران المدني ووزارة الأشغال العامة، لسنا عقبة أمام أي شركة تطلب تشغيل رحلات إلى لبنان، بما في ذلك شركات الطيران المنخفض الكلفة. ما يهمّنا أولاً هو السلامة العامة، والمعايير الفنية والقانونية المطلوبة".
وأضاف جابر، "هناك اتفاقيات ثنائية تنظّم العلاقة بين لبنان وبعض الدول، بينها اتفاقيات مفتوحة مثل تلك الموقعة مع تركيا، والتي تنص على أن تكون 20% من الرحلات للميدل إيست و80% للشركات التركية".
ومع اقتراب فصل الصيف وتوقّع توافد كثيف للمغتربين والسياح إلى لبنان، كشف أنّ إدارة المطار بدأت اتخاذ إجراءات داخلية للحد من الزحمة، لا سيما في نقاط الأمن العام، بهدف تسهيل مرور أكبر عدد من المسافرين بشكل منظم. ولفت إلى أنّ "حلّ أزمة الاكتظاظ كان من الممكن أن يتحقق في وقت أبكر لولا توقف مشروع الممر السريع (Fast Track) الذي بدأ عام 2019، وتوقّف بسبب الأزمة الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار. لكننا استأنفنا العمل عليه في مطلع هذا العام بعد تأمين الاعتمادات اللازمة، ونتوقع إنجازه بحلول نهاية هذا العام. هذا الممر من الجهة الغربية سيستوعب مليون مسافر ويخفف الضغط عن قاعات المطار، على أن ننتقل لاحقًا إلى إنشاء ممر سريع من الجهة الشرقية".
أما بشأن حركة المسافرين حاليًا، أوضح جابر أنّ ثمة توازن بين الوافدين والمغادرين، إذ يستقبل مطار بيروت يوميًا نحو 10 آلاف مسافر ويودّع العدد نفسه.
وتابع، "استنادًا إلى الحجوزات والطلب المرتفع على الرحلات إلى بيروت، نتوقّع ارتفاع عدد المسافرين اليومي ليصل إلى أكثر من 16 ألف وافد و16 ألف مغادر خلال الصيف، ونعمل على وضع خطة للتعامل مع الزحمة المتوقعة في بعض الأوقات".