أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسن فضل الله، في كلمة له من مجلس النواب اليوم الأربعاء، أن "لبنان يشكل ضحية دائمة للعدوان الإسرائيلي على شعبه وأرضه واقتصاده"، موضحًا أن "هذا العدوان تسبَّب في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ على مدى سنوات".
وقال أن "إسرائيل ارتكبت مجازر، واحتلت الأرض، واعتقلت الأبرياء، وسلبت الخيرات، ودمّرت الاقتصاد اللبناني قبل نشوء حزب الله بعشرات السنين"، مشيرًا إلى أن "كلَّ ذلك كان يحدث بدعم أميركي كامل تمويلاً وتسليحًا وتغطية سياسية".
وأشاد فضل الله بتضحيات حزب الله، الذي وُلِد من بين معاناة الشعب اللبناني لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأرض. وأضاف أن "الحزب قدم تضحيات جسام في سبيل وطنه وحريّة شعبه وكرامته، دفاعًا عن المقهورين بفعل السياسات الأميركية الظالمة". وأكد أن "حزب الله سيظل ملتزمًا بمقاومة الاحتلال والحفاظ على حقوق الشعوب في حياة حرة وكريمة".
وأشار إلى أن "الموقف الأميركي ضد حزب الله هو بسبب مقاومته للاحتلال الإسرائيلي وللهيمنة الأميركية على المنطقة. ورغم الحروب العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعقوبات والحصار التي تشن على لبنان، فإن شعبية الحزب تتزايد، وصورته الناصعة تتألق، ويخرج من كل حرب أكثر قناعة بخياراته، ولن يتراجع عن تمسكه بحق شعوب الأمة في الحرية والمقاومة".
وأكد فضل الله أن "حزب الله هو جزء أساسي من الشعب اللبناني، ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تؤثر على حضوره في لبنان، وهو الحزب الذي يمثل النموذج في العمل السياسي كأكبر حزب لبناني وعربي ينتخبه جزء كبير من الشعب اللبناني لتمثيله في المجلس النيابي والحكومة". وأشار إلى أن "الحزب يعمل بجد من أجل بناء الدولة اللبنانية على أسس صحيحة، وحماية الاستقرار الداخلي والسلم الأهلي، ويقدم مساهمات كبيرة في القوانين الإصلاحية، محاربًا الفساد قولًا وعملًا".
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي، شدد على أن "الاحتلال الإسرائيلي هو المسؤول عن مآسي الشعب اللبناني، خاصة في حربه الأخيرة". وأشار إلى أن "إسرائيل تواصل خرق وقف إطلاق النار يوميًا"، لافتاً إلى الدور الأميركي في السماح لها بمواصلة أعمال القتل ضد المدنيين اللبنانيين، ومنع إعادة الإعمار من خلال ضغوطها على الدول الراغبة في تقديم المساعدة إلى لبنان.
وأشار فضل الله إلى أن "ملف إعادة الإعمار يجب أن يكون من الأولويات الوطنية"، معربًا عن أمله في استفادة لبنان من فرصة استضافة العراق للقمة العربية، خاصة مع استعداد الحكومة العراقية للمساهمة في صندوق إعادة الإعمار.
وفيما يخص الحملة الدعائية التي ترافق بعض الإجراءات في مطار بيروت الدولي، أكد أن "حزب الله ليس له أي علاقة بمحاولة تهريب الذهب"، ودعا الجهات المعنية إلى كشف تفاصيل هذه الحملة الإعلامية، معتبراً إياها توظيفًا سياسيًا يهدف إلى تشويه الحقائق.
في سياق متصل، كانت قد أشارت صحيفة وول ستريت جورنال في تحقيقٍ صحافيٍّ إلى أنّ الحكومة اللبنانيّة، بدعمٍ مباشر من الولايات المتّحدة، تسعى إلى استعادة السّيطرة الكاملة على مطار رفيق الحريري الدوليّ في بيروت، مع تركيز خاص على مكافحة شبكات تهريب الذهب والعتاد المرتبطة بـ"حزب الله".
وأكّد التحقيق أنّ هذا المطار، المنفذ الجويّ التجاريّ الوحيد في البلاد، يقع وسط منطقةٍ مكتظّة جنوبيّ العاصمة تخضع بمعظمها لنفوذ "حزب الله"، وقد استُخدم طوال سنواتٍ قناةً لتهريب الأموال، وعلى رأسها الذهب، إضافة إلى الأسلحة، ما جعله رافعةً لترسيخ هيمنة الحزب في البنية التحتية للدولة.
وكشف مسؤول أمنيّ كبير للصحيفة أنّ الأجهزة الأمنية أحبطت مؤخّرًا محاولة تهريب أكثر من 23 كيلوغرامًا من الذهب عبر المطار، في واحدة من أكبر العمليات التي يتم كشفها في السنوات الأخيرة. وأشار المصدر إلى أن الذهب كان معدًّا للتهريب إلى الخارج بطريقة منظّمة، ضمن شبكة أكبر يُعتقد أنها تموّل أنشطة الحزب.
وبحسب مسؤولين أمنيّين وعسكريّين رفيعي المستوى، استُبعد عشرات الموظّفين المشتبَه في انتمائهم إلى "حزب الله"، فيما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام توقيف مهرّبين وتطبيق القوانين النافذة بحزم.
ويؤكّد أفراد من الطواقم الأرضيّة أنّ رؤساءهم لم يعودوا يوجّهونهم إلى إعفاء طائرات أو ركّاب من التفتيش، بينما عُلِّقت الرحلات القادمة من إيران منذ شباط الماضي، في خطوة وُصفت بأنها مفصلية. وتعمل الدولة أيضًا على تركيب منظومة مراقبة جديدة تدمج الذكاء الاصطناعي لتعقّب المسافرين والبضائع وتفكيك شبكات التهريب.
الـــمــــزيــــــــــد
