أدانت محكمة في نيويورك، الجمعة، هادي مطر، صاحب الجنسيتين الأميركية واللبنانية، بمحاولة قتل الروائي البريطاني ذي الأصول الهندية سلمان رشدي، إثر حادثة الطعن التي وقعت في معهد الفنون بمدينة نيويورك عام 2022.
وأظهرت مقاطع مصورة بالهاتف المحمول المتهم (27 عامًا) وهو يندفع نحو منصة الضيوف التي كان يجلس عليها رشدي قبيل إلقائه محاضرة حول حماية الكُتاب من المخاطر التي قد تواجههم، قبل أن يهاجمه بسكين.
وخلال المحاكمة التي استمرت ثلاثة أسابيع، عرضت هيئة المحلفين عدداً من هذه المقاطع المصورة التي تظهر محاولة الطعن، كما شهد رشدي (77 عامًا) بنفسه في المحكمة، حيث وصف بهدوء لحظة الاعتداء، وأوضح للمحلفين كيف كان يعتقد أنه سيموت. كما كشف عن عينه اليمنى التي فقدها بعد أن أزال نظارته، كاشفًا عن العدسة المعتمة التي تغطيها.
تعرّض رشدي لطعنات متعددة في الرأس والعنق والجذع واليد اليسرى، أدت إلى فقدانه عينه اليمنى، وتضرر كبده وأمعائه، ما استدعى إجراء عمليات جراحية طارئة استغرقت شهورًا للتعافي بعدها.
كما أدين مطر بمحاولة القتل من الدرجة الثانية والاعتداء من الدرجة الثانية لطعنه هنري ريس، المؤسس المشارك لجماعة "مدينة اللجوء" في بيتسبرغ، وهي منظمة غير ربحية تساعد الكُتاب الفارين من بلدانهم، وكان ريس يجري حوارًا مع رشدي في ذلك الصباح.
ويواجه مطر، بالإضافة إلى التهم المحلية، اتهامات اتحادية تقدم بها مكتب المدعي العام في غرب نيويورك، تشمل محاولة قتل رشدي كعمل إرهابي، وتقديم دعم مادي لجماعة حزب الله المسلحة في لبنان، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. ومن المقرر أن يخضع محاكمة منفصلة في مدينة بافالو بولاية نيويورك لهذه التهم.
رفض هادي مطر الإدلاء بشهادته خلال جلسة المحاكمة الأخيرة، فيما أنهى محاموه دفاعهم من دون استدعاء أي شهود. وأشار محامو الدفاع إلى أن الادعاء لم يثبت بالدليل القاطع وجود القصد الجنائي اللازم لإدانة مطر بمحاولة القتل.
وكان مطر قد قال في مقابلة مع صحيفة "نيويورك بوست" بعد الهجوم إنه سافر من منزله في نيوجيرزي إلى نيويورك بعد أن شاهد إعلان المحاضرة التي كان من المقرر أن يلقيها رشدي، معبّرًا عن كراهيته للروائي بسبب مهاجمته الإسلام، دون أن يتوقع نجاته.