وفي رصد النتائج في كلٍ من العاصمة كما في زحلة، يتّضح أن"القوات اللبنانية"، قد حققت هدفين كانت قد تحدثت عنهما في كل المحطات السابقة المتعلقة بالإستحقاق البلدي، هما المناصفة في بيروت والهوية السياسية في زحلة.
وعليه، لا يُخفي مصدر مسؤول في "القوات"، التحدي الكبير الذي تجاوزته بيروت وزحلة، وهو المتمثل في الأولى، باحتمال خسارة المناصفة للمرة الأولى منذ العام 1998، وفي الثانية، بضرورة التغيير وإيصال مجلس بلدي متجانس. ويؤكد المصدر لـ"ليبانون ديبايت"، أن الدوائر المسيحية استجابت لنداء الدكتور سمير جعجع، فاقترعت بكثافة تمسكاً بالعيش المشترك ووجه العاصمة ودورها.
وأمّا في زحلة، فيكشف المصدر القواتي عن مواجهة سياسية "صرف"، رغم سعي "القوات" إلى التوفيق بين تمثيل الحيثيات العائلية وحماية التجانس بالتوازي مع قطع الطريق على التعطيل، حيث برز في المقابل "إصرار على رفض التوافق من خلال وضع العصي في الدواليب، وجرّها عن سابق تصور وتصميم إلى مواجهة بلدية سياسية".
ويُعيد المصدر أسباب هذه المواجهة إلى أن "الممانعة أرادت توجيه رسالة إلى الداخل والخارج مفادها أنها قادرة على تلقين رأس حربة الدولة والسيادة، دروساً في عرينها، أي في الدوائر المحسوبة عليها تاريخياً والتي لم تتبدّل هويتها مع تبدُّل الظروف السياسية".
ومن ضمن السياق نفسه، ووفق المصدر القواتي، فإنه على رغم تسليم القوى السياسية على اختلافها الضمني والعلني، ومنذ انتخابات 2022، بأن "القوات اللبنانية" تصدرّت التمثيل المسيحي، إلاّ أن المساعي لتشويه هذه الصورة وضرب هذه الحقيقة لم تتوقّف، لأن لا مصلحة لمن أراد ويريد ربط لبنان بإيران، أن ينتصر الخط المسيحي الذي يريد ربط لبنان بدستوره ومؤسساته، علما أن القوات أظهرت في المراحل كلها حرصها على تمثيل الجميع ضمن أحجامها الحقيقية.
بالتوازي، يكشف المصدر أن الجهات التي وجدت أن خرق لائحة "القوات" في بشري مسألة صعبة، تطلعت إلى انتخابات زحلة كمحطة مناسبة لتوجيه الرسالة المطلوبة بأن القرار في المدينة لم يعد لـ"القوات"، ولذلك قد أعدّت العدة في بشري وزحلة على حدّ سواء إنطلاقاً من رمزيتهما التاريخية والنضالية، على اعتبار أن العنوان الذي سيبقى في الذاكرة من الإنتخابات البلدية كلها مسيحياً، خسارة "القوات" في بشري أو زحلة.
وفي قراءةٍ للمراحل الثلاث من الإنتخابات البلدية والإختيارية، يطرح المصدر عينه، نتائج عملية أبرزها أن المزاج السياسي المسيحي، أصبح مؤيداً كلياً لخطّ "القوات"، بمعنى أن "الإنقسام بين خطّين زال وسقط، وأن التعددية تحت سقف هذا الخط هي السائدة، إضافةً إلى تكريس ثقة المسيحيين بخيارات "القوات"، نتيجة أداء هذا الحزب وطنياً وسياسياً ووزارياً ونيابياً وبلدياً.
وبناءً على ما تقدم، يتحدث المصدر عن "قاعدة" تتبعها "القوات اللبنانية" في كل الإستحقاقات الإنتخابية التي تخوضها وهي: "تفوز قواتياً وتعمل لبنانياً"، وذلك من دون تمييز بين من كان معها أو ضدها.