أكّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة التي ألقاها من مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، متوجهاً الى أهل الجنوب: "أنتم مدعوون لتأكيد اللحظة الانتخابية في الاستحقاق البلدي كإستفتاء وطني، وأنتم أهل الخيارات الوطنية، ورمز التضحيات السيادية، والثنائي الوطني خشبة الخلاص الوطني، وقوة التصويت رسالة حاسمة على أننا أهل الأرض وحراس القرى الامامية التي شهدت أكبر ملاحم القتال السيادي على أرض الجنوب الضامن لسيادة وطننا العزيز لبنان".
وحذر قبلان من أن "السيادة المستعارة لا قيمة لها، والإسرائيلي وحش لن نكون فريسته أبداً، والرهان على بدائل القوة لعبة فارغة وخطيرة".
وتوجّه بلهجة قاسية إلى القوى السياسية التي ترفع شعار السيادة، واصفاً إياها بـ"السيادية الجوفاء" و"الخونة للدماء والتضحيات الوطنية"، معتبراً أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي من غارات واستباحة للجنوب والبقاع والضاحية "يدوس كرامة لبنان، ويفرض مراكمة القوة لا التخلي عنها".
وفي إشارة واضحة إلى الدور الأميركي، انتقد قبلان اعتماد بعض اللبنانيين على ضمانات المبعوث الأميركي السابق فيليب حبيب، قائلاً: "ضماناته انتهت باحتلال بيروت، فالأميركي منحاز بالكامل لإسرائيل، ونحن نتحدث عن بلد ما زالت أشلاؤه وركامه شاهدة على المأساة، ومع ذلك لا يزال البعض يتعامل مع الجنوب والضاحية والبقاع بنزعة التخلي والانتقام".
وفي رسالة مباشرة إلى الدولة اللبنانية، قال: "دولتكم تعاقبكم على تضحياتكم الوطنية، وهذا الشكل من الأداء خطير للغاية، ولا ضمانة فيه أبداً"، محذراً من "السياسات المستعارة التي ترهن إنقاذ لبنان لمشاريع خارجية تريد رأسه".
وتناول قبلان مجزرة غزة وحرائق المنطقة، قائلاً: "الغرق في التبعية الأميركية كشف المنطقة عن إبادة وخراب هائل، وغزة تلفظ أنفاسها الأخيرة، والذبح فيها لا سابق له في التاريخ، على يد جزّار تل أبيب بنيامين نتنياهو".
ووجّه كلامه إلى الدول العربية والإسلامية قائلاً: "ألا تخافون الله؟ ألا تخجلون من رسول الله؟"، مطالباً بتحرك فوري لوقف ما أسماه "الإبادة الجماعية".
وختم قبلان كلامه بتوجيه نداء غاضب إلى عواصم العالم، قائلاً: "بئس العالم أنتم، بئس الأمم المتحدة، بئس الاتحاد الأوروبي، بئس مؤسسات حقوق الإنسان، وجواب الله على هذا الطغيان ليس ببعيد إن شاء الله".