كفرحتى، التي كثيرًا ما وصفها رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ"بوابة الجنوب" و"قلعة حركة أمل"، وجهت صفعة قاسية للائحة "التنمية والوفاء"، التي خسرت أمام لائحة "حي على خير العمل"، في مشهد سياسي غير مألوف في تلك المنطقة، حيث اعتادت الحركة على حسم المعارك الانتخابية بسهولة شبه مطلقة.
ولم تكن كفرحتى الخسارة الوحيدة التي تلقّتها "أمل"، إذ مُنيت بخسارة أخرى في بلدة الزرارية، بالرغم من خوضها المعركة بتحالف مع حزب الله، حيث فازت اللائحة المدعومة من رجل الأعمال رياض الأسعد، ما شكّل خرقًا إضافيًا في جدار الهيمنة التقليدية للثنائي الشيعي على المشهد البلدي الجنوبي.
هذه النتائج، وإن لم تؤثر بشكل جذري في الخريطة السياسية العامة للجنوب، إلا أنها تعكس إشارات بالغة الأهمية على صعيد التمثيل المحلي والعمق الشعبي. كما تطرح تساؤلات جدية حول مستقبل نفوذ الثنائي الشيعي في بعض المناطق، وقدرته على الحفاظ على قاعدته الصلبة في وجه تغيّر المزاج العام.
في بلدات كانت تُعتبر "محسومة"، بدأت تظهر ملامح تحوّل ولو محدود، لكنه كفيل بإحداث نقاش داخلي لدى الأحزاب المعنية حول أسباب التراجع، ودوافع الناخبين، ومدى الحاجة إلى تجديد في الخطاب والممارسة السياسية.
فهل تشكّل خسارة كفرحتى والزرارية بداية مرحلة جديدة من التنوّع السياسي في الجنوب؟ أم أنها مجرّد استثناء لا يُبنى عليه؟ الأكيد أن الرسالة وصلت، ومن قلب معاقل الثنائي.