يوضح الخبير العسكري والعميد المتقاعد منير شحادة، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن فرقة الجليل التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي كانت تنتشر، قبل إندلاع الحرب البرية على لبنان، على طول الخط الحدودي الممتد من مزارع شبعا، وتحديداً جبل دوف، وصولاً إلى الناقورة.
ومع بدء العمليات البرية، وفق العميد شحادة ،قامت إسرائيل باستقدام الفرقة 146، وأعادت توزيع المسؤوليات العسكرية، حيث أوكلت إلى فرقة الجليل مهمة الانتشار من جبل دوف حتى بلدة عيتا الشعب، أي في القطاع الشرقي، فيما تولّت الفرقة 146 المسؤولية في القطاع الغربي. وبهذا، تمركزت فرقتان إسرائيليتان على طول الحدود مع لبنان خلال فترة الحرب.
ويتابع شحادة موضحًا، أنه بعد انتهاء المعارك، وفي ظل ما فرضته إسرائيل من أمر واقع على الأرض، ومع انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، أصبح من الممكن لفرقة الجليل أن تتولى مجدداً كامل الانتشار الحدودي، من جبل دوف إلى الناقورة، ما يسمح بانسحاب الفرقة 146 لإعادة تدريبها وتأهيلها. ويرى أن هذا هو الهدف الأساسي من الحديث عن "إعادة نشر" القوات.
ويشدّد شحادة على أن ما يحصل لا يمكن اعتباره مؤشراً على انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان، بل هو مجرد إعادة تمركز أو تموضع، حيث ستتسلم فرقة الجليل المهام كاملة على الحدود اللبنانية، بدلاً من الفرقة 146.
ويختم متسائلاً في هذا الإطار: "ما هي الأسباب التي قد تدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اتخاذ قرار بالانسحاب من جنوب لبنان؟"، معتبرًا أن هذا الطرح غير واقعي في ظل المعطيات الموجودة على الأرض.