صدر عن المكتب الإعلامي لمؤسسة مي شدياق – معهد الإعلام، اليوم الثلاثاء بيان جاء فيه: "وسط أجواء أنيقة ومبهرة بالرداء الأزرق-الذهبي، أقامت مؤسسة مي شدياق النسخة الثالثة عشرة من حفلها السنوي لتكريم الصحافيين وصنّاع الإعلام، وذلك للعام الثالث على التوالي في دبي، في فندق هيلتون - الحبتور ستي.
تميّز الحفل بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والديبلوماسية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية، إضافة إلى حشد من الأصدقاء والداعمين للمؤسسة وضيوف بارزين من مختلف دول العالم.
افتتحت الحفل مؤسِسة ورئيسة المؤسسة، الوزيرة السابقة الدكتورة مي شدياق، بكلمة حملت تحية من أرض دبي التي وصفتها بـ"واحة الأحلام المتحققة". وعبّرت عن امتنانها للقاء المتجدد للعام الثالث، مشيدةً بالدور الذي تلعبه دولة الإمارات ومنطقة الخليج في تعزيز انخراطها الإيجابي في الشرق الأوسط، بعد سنوات من القطيعة التي فرضتها قوى حاولت سلخ المنطقة عن هويتها العربية.
وتوقّفت شدياق عند التحوّلات الجارية في العالم العربي، معتبرة أنها لا تزال في بداياتها لكنها تبعث على الأمل، لا سيما مع انتخاب العماد جوزف عون رئيسًا للجمهورية وتشكيل حكومة إصلاحية جديدة، واعتبرت أن "لبنان رغم رياح الغدر، لا تزال روحه حيّة، نابضة بالحرية والثقافة".
وشدّدت على المخاطر المتزايدة التي تهدّد الإعلاميين حول العالم، سواء في ظل النزاعات أو التحديات التكنولوجية الحديثة، وفي مقدّمتها الذكاء الاصطناعي، مؤكدةً إيمان المؤسسة العميق برسالة الإعلام النبيلة وبكرامة الإنسان كأولوية لا تتغيّر.
وشهد الحفل توزيع سلسلة من الجوائز على نخبة من الإعلاميين العرب والدوليين الذين تميّزوا بإنجازاتهم: جائزة القيادة الإعلامية المتميّزة مُنحت بشكل استثنائي للإعلامي البارز علي جابر، الرئيس التنفيذي للمحتوى في مجموعة MBC، وقدّمها له كل من نائب رئيس الحكومة السابق النائب غسان حاصباني والدكتورة مي شدياق.
جابر عبّر عن تأثره بهذا التكريم، معتبرًا أن من يستحقون الجوائز فعلاً هم من قدّموا دماءهم في سبيل قول الحقيقة.
جائزة التميّز في الصناعة الإعلامية نالتها الصحافية العراقية مينا العريبي، رئيسة تحرير صحيفة "The National"، وقدّمتها لها الإعلامية بارعة علم الدين والسيد رجا طراد.
العريبي أشادت بالإعلاميين الذين يرفعون الصوت دفاعًا عن القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
جائزة أنطوان شويري عن مجمل المسيرة المهنية نالها المدير العام لقناة "الشرق" الإخبارية الدكتور نبيل الخطيب، وقدّمه له السيد بيار أنطوان شويري والسيدة مهى الشاعر.
الخطيب اعتبر أن الإعلام مسؤولية ثقيلة تتطلب الشجاعة، مؤكدًا إيمانه بتحويل التحديات إلى انتصارات.
جائزة الرؤية في تطوير المحتوى ذهبت لمنصة BLINX الإماراتية التي أسسها الإعلامي نخلة الحاج، وتسلمها السيد إيل العنداري.
العنداري لفت إلى تحوّل مفهوم الإعلام التقليدي، معتبرًا أن الشباب هم من باتوا يملكون البوصلة.
جائزة الأداء الإعلامي الاستثنائي كانت من نصيب الإعلامية سارة دندراوي من قناة العربية، وقدّمها لها السفير اللبناني فؤاد شهاب دندن ورئيس شركة Ipsos لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إدوارد مونين.
دندراوي أكّدت على مسؤولية الصحافي اليومية في نقل الحقيقة وتحقيق التوازن بين الصوت الشخصي والمهنية.
في لفتة إنسانية لافتة، منحت المؤسسة جائزة الشجاعة الاستثنائية في الصحافة والتضحية بالحياة للراحلة ماري كولفين، الصحافية البريطانية البارزة التي استشهدت أثناء تغطيتها الحرب في سوريا عام 2012، نتيجة استهداف مباشر من قبل النظام السوري.
تسلّمت الجائزة شقيقتها كاثلين كولفين، وقدّمها الإعلامية بيكي أندرسون والسيد عثمان سلطان.
أكدت أندرسون أن كولفين كانت مسلّحة بالكلمة، لا بالسلاح، وأن صوتها ما زال حيًّا رغم سنوات الغياب.
أما كاثلين، فقد شكرت المؤسسة على هذا التكريم المؤثر، مؤكدة أن الصحافة أصبحت اليوم أكثر خطورة بسبب التضليل والمعلومات الزائفة، وشدّدت على أهمية الدفاع عن الحقيقة.
وفي ختام الأمسية، عبّرت شدياق عن فخرها بأن يكون هذا الحفل "أكثر من مناسبة تكريمية، بل محطةً لتجديد الإيمان بأن الإعلام سلاح حضاري في وجه الظلم والجهل". كما وجّهت الشكر لأعضاء مجلس أمناء المؤسسة، وخصّت بالشكر السفير فؤاد شهاب دندن، القنصل عساف ضومط، ورجل الأعمال خلف الحبتور على استضافته الكريمة.
