لا يعتبر الكاتب والمحلل السياسي غسان ريفي، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "مواقف نائب سني، وتحديدًا النائب وليد البعريني، تختزل أو تمثل الطائفة السنية في لبنان".
ويرجّح أن ما كتبه مؤخرًا "قد يكون مجرد محاولة لاسترضاء نواف سلام أو توفير غطاء سياسي له، في حين أن المزاج السني العام لا يبدو راضيًا عنه، لا شعبيًا ولا سياسيًا، فالرئيس سلام برأيه لا يمتلك أجندة واضحة تعبّر عن هموم الطائفة السنية، ولا أحد يعرف فعليًا ما الذي يخبئه للسنة في المرحلة المقبلة".
ويستعرض ريفي تجربة نواف سلام السياسية، ليؤكد أنها كانت مخيبة لأهل السنة: "لقد اختزل كل الطائفة بشخصه، ولم يُعر أي اهتمام للنواب أو الكتل السنية خلال تشكيل الحكومة، بل عمد إلى اختيار وزراء محسوبين عليه شخصيًا، متجاهلًا مطالب وحقوق الكتل السنية التي بقيت خارج حساباته بالكامل".
ويتابع: "من المفارقات أن نواف سلام، الذي لم يمثل مناطق كعكار ولم يُعطِ أي اعتبار للنواب السنة فيها، يجد اليوم إشادة من النائب البعريني نفسه، رغم أن الكثير من أبناء المنطقة يعتبرونه خصمًا لا ممثلًا".
أما فيما يتعلق بمواقف النائب البعريني من حزب الله، فيلفت ريفي إلى أن "هجومه المتكرر على حزب الله تحوّل إلى مادة شبه يومية، تتصاعد أحيانًا وتتراجع أحيانًا أخرى، وتتحول إلى مديح أحيانًا ثالثة. هذا التذبذب يثير الكثير من التساؤلات حول خلفياته، ولا يُستبعد أن تكون هناك مصالح شخصية تحكم هذا التعاطي المتناقض مع الحزب، سواء في الخطاب السلبي أو في لحظات الإشادة".
وينبّه إلى أنه لا يوجد اليوم تعاطف شعبي أو نيابي سني واسع مع نواف سلام، فهو يتحدث بشيء ويفعل شيئًا آخر، ومقاربته تبدو بعيدة عن الواقع، لا تنسجم مع نبض الشارع ولا مع أولويات الطائفة. وكما يقول النص القرآني: "كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ".