أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اليوم الجمعة، أن قرار المحكمة التجارية بشأن الرسوم الجمركية كان خاطئًا ومُسيسًا، معربًا عن أمله في أن تقوم المحكمة العليا بمراجعة هذا القرار وإلغائه.
وفي منشور عبر منصته التواصلية "تروث سوشيال" (Truth Social)، شدد ترمب على ضرورة السماح لرئيس أميركا بحماية البلاد من أي أضرار اقتصادية أو مالية.
وبحسب تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) الجمعة، تدرس إدارة ترمب خطة مؤقتة لفرض الرسوم الجمركية في حال عدم نجاح الاستئنافات القضائية. ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الإدارة تنظر في اتخاذ إجراء بديل يسمح بفرض رسوم جمركية تصل إلى 15% لمدة 150 يومًا وفقًا لقانون قائم.
وأوضح التقرير أن الإدارة لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد، وقد تنتظر قبل اعتماد أي خطة، بعد أن أعادت محكمة استئناف اتحادية يوم الخميس العمل بأكثر الرسوم الجمركية شمولاً التي فرضها ترمب، عقب حكم من محكمة تجارية بوقفها فورًا.
وأعاد حكم محكمة الاستئناف الفيدرالية في الولايات المتحدة لصالح الرئيس الأميركي صلاحيات فرض الرسوم الجمركية، مستندًا إلى صلاحيات الطوارئ التي أعلنها في وقت سابق من العام الحالي. كما أمرت المحكمة الطرفين بتقديم مرافعات مكتوبة حول مسألة وقف تنفيذ الرسوم، على أن تُقدّم هذه المرافعات بحلول أوائل الشهر المقبل.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة ترمب كانت قد استأنفت، الخميس، حكمًا أصدرته محكمة فيدرالية في اليوم نفسه، والذي ألغى معظم الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها على واردات بلاده من دول العالم كافة.
وذكرت الإدارة في ملف الاستئناف أن "هذا إخطار بأن المدعى عليهم يستأنفون أمام محكمة الاستئناف الفيدرالية الأميركية رأي المحكمة وحكمها النهائي الصادر في 28 أيار 2025".
وفي رد فعل على قرار المحكمة بوقف الرسوم الجمركية، ندّد متحدث باسم البيت الأبيض بالقضاة غير المنتخبين الذين "يفتقرون إلى القدرة على اتخاذ قرار بشأن كيفية إدارة حالة طوارئ وطنية على النحو السليم".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، في بيان: "الرئيس ترمب تعهّد بوضع أميركا في المقام الأول، والإدارة ملتزمة باستخدام كل أدوات السلطة التنفيذية للاستجابة لهذه الأزمة واستعادة عظمة أميركا".
وجاء هذا الموقف بعد صدور حكم محكمة أميركية متخصصة بقضايا التجارة الدولية قضى بإلغاء الرسوم الجمركية "المتبادلة" التي فرضها ترمب بنسبة 10% على كل السلع المستوردة، مع تأكيد المحكمة أن الكونغرس وحده يملك صلاحية فرض مثل هذه التعريفات.
وفي منشور آخر، أعلن ترمب أنه سيعقد مؤتمرًا صحافيًا مع الملياردير إيلون ماسك، الذي تنتهي ولايته في الإدارة، اليوم الجمعة في المكتب البيضاوي.
وأكد ترمب أن هذا سيكون اليوم الأخير لماسك، ووصفه بالرائع، مشيرًا إلى أن ماسك سيواصل تقديم المساعدة طوال الطريق.
وكان مسؤول في البيت الأبيض قد أكد الخميس أن الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، سيغادر إدارة ترمب بعد فترة مضطربة قضاها في العمل على إعادة هيكلة الحكومة الاتحادية.
وأوضح المسؤول لوكالة "رويترز" أن خبر مغادرة ماسك للإدارة صحيح، وأن "مغادرته ستبدأ الليلة".
وقد شكر ماسك الرئيس الأميركي عبر منشور على منصة "إكس" مع قرب انتهاء فترة عمله كموظف حكومي خاص في إدارة كفاءة الحكومة.
وقد استمرت فترة ماسك في الإدارة الأميركية حوالي 130 يومًا. وأكدت الإدارة أن جهود إدارة كفاءة الحكومة الاتحادية لإعادة الهيكلة وتقليص حجمها ستستمر.
وقال ماسك: "مهمة إدارة كفاءة الحكومة الاتحادية ستكون أقوى بمرور الوقت، إذ ستصبح أسلوب حياة في الحكومة".
وقد تمكن ترمب وإدارة كفاءة الحكومة من خفض عدد القوة العاملة المدنية الاتحادية، والتي يبلغ عددها 2.3 مليون موظف، بنحو 12%، أي حوالي 260 ألف موظف.