حضّت إيران الولايات المتحدة، اليوم الإثنين، على تقديم "ضمانات واضحة" بشأن رفع العقوبات المفروضة عليها، وذلك في أعقاب اقتراح أميركي جديد حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جزئي يعيد إحياء المفاوضات المتعثرة منذ سنوات.
وقال إسماعيل بقائي، الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي في طهران: "نريد ضمانات بشأن رفع العقوبات"، مضيفًا: "حتى الآن، لم يُبدِ الطرف الأميركي استعدادًا كافيًا لتوضيح هذه المسألة الجوهرية".
وتأتي التصريحات الإيرانية غداة تقرير خطير صدر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد أن طهران كثّفت إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%، وهو مستوى قريب جدًا من عتبة 90% المستخدمة للأغراض العسكرية، ما يزيد المخاوف الدولية قبل أسبوع فقط من انعقاد اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا.
وأفادت الوكالة الأممية بأن إيران بدأت مؤخّرًا زيادة وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشآتها النووية الحساسة، لا سيما في نطنز وفوردو، في خطوة اعتُبرت مؤشّرًا جديدًا على تصعيد نووي من طرف طهران، وسط حالة جمود في المفاوضات.
وفي سياق متصل، كانت قد أعلنت السلطات الإيرانية، يوم امس الأحد، عن اكتمال التحضيرات الفنية والتشغيلية في محطة بوشهر النووية جنوب غرب البلاد، تمهيدًا لإعادة تشغيلها وبدء إنتاج الكهرباء، بعد انتهاء عمليات تحميل الوقود وإجراء أعمال الصيانة الدورية المقررة.
وفي مؤتمر صحافي عُقد في موقع المحطة، أكّد رئيس محطة بوشهر النووية، رضا بنازاده، أن المحطة ستكون جاهزة رسميًا لبدء إنتاج الكهرباء اعتبارًا من شهر "تير" في التقويم الإيراني، والذي يصادف 22 حزيران الجاري. ولفت إلى أن المشروع يُمثّل "حاجة وطنية استراتيجية تتطلب أولوية خاصة على صعيد الدعم والطاقة".
وأشار بنازاده إلى أن جميع الخطوات التشغيلية أُنجزت بالتنسيق مع وزارة الطاقة الإيرانية، وأن المحطة ستلعب دورًا أساسيًا في دعم الشبكة الكهربائية الوطنية، لاسيما في فترات الطلب المرتفع خلال فصل الصيف.
وفي خطوة لافتة على صعيد الخدمات المرافقة، أعلن بنازاده عن اكتمال مشروع وحدة تحلية المياه في محطة بوشهر، والتي باتت قادرة على إنتاج نحو 75 ألف متر مكعب من المياه يوميًا. وتوقّع أن تُساهم هذه الكمية بشكل مباشر في تحسين إمدادات مياه الشرب لسكان محافظة بوشهر والمناطق المحيطة بها.
وتُعد محطة بوشهر النووية من أبرز رموز البرنامج النووي الإيراني السلمي، وقد شُيّدت بتمويل وتعاون روسي في مرحلة ما بعد الثورة، رغم تعثر المشروع لسنوات بسبب العقوبات الدولية ومشكلات فنية.
وقد بدأت المحطة عملها رسميًا في العام 2011، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1000 ميغاواط، وتخضع منذ ذلك الحين إلى صيانة دورية وإعادة تحميل وقود وفق اتفاقات فنية بين إيران والجانب الروسي.
وتولي طهران أهمية خاصة لمحطة بوشهر، باعتبارها أول منشأة نووية سلمية منتجة للطاقة في البلاد، في وقت تستمر فيه الجهود لإطلاق مشاريع نووية أخرى، مثل مفاعل آراك ومرافق أصفهان، وسط تحديات سياسية وتقنية متواصلة.
الـــمــــزيــــــــــد
