تبدو موازين القوى على المسرح الدولي مهددة بشكلٍ كبير اليوم، بعد انتهاكها بفعل الهجوم الأوكراني المدوي على قواعد جوية روسية وتدمير قاذفات قنابل استراتيجية، وهو تطور قد يكون الأخطر منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا كما يصفه الخبير الإستراتيجي العسكري العميد المتقاعد ناجي ملاعب، الذي يتوقع أكثر من سيناريو عسكري في سياق الردّ الروسي على الضربة الأوكراني، مؤكداً لـ"ليبانون ديبايت"، أن "الوضع ليس سهلاً".
وبالعودة إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول حرب أوكرانيا، يذكّر العميد ملاعب بأن "ترامب قال إنه لو كان رئيساً لما اندلعت هذه الحرب أو أنه سيوقفها خلال 24 ساعة، لكنه بعد فترة قال إنه يمنح بوتين أسبوعين لوقف الحرب ولكن هذا التحذير تكرر على مدى ستة اسابيع إلى أن كان الهجوم الأوكراني الأخير".
ومع انتقال الضربات الأوكرانية إلى منطقة بعيدة عن خطوط المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، يرى العميد ملاعب أن الأمن القومي الروسي بات في دائرة التهديد، مشيراً إلى أن مستشار الأمن القومي الروسي يهدد على الدوام بأن "لا قيود أمام روسيا لاستخدام كل أنواع الأسلحة عندما يكون أمنها مهدداً".
أمّا عن طبيعة هذه الأسلحة، فيكشف ملاعب بأنها السلاح النووي، معتبراً بأن "الوضع صعب جداً إذا لم يتمّتداركه".
وبالتالي، فإن الضربة الأوكرانية للطيران الإستراتيجي الروسي، التي حصلت بأسلحة وصواريخ ألمانية، هي "رسالة ألمانية إلى روسيا" يقول العميد ملاعب، الذي يؤكد أنه "من الممكن أن يتطور الوضع، وأن لا تكتفي روسيا بالرد على كييف فقط، حيث أن الردّ قد يطال الأراضي الألمانية، وهنا مكمن الخطر الحقيقي، لأنه سيكون رداً على إحدى دول حلف الأطلسي – الناتو".