وأوضح أن "جنود البحرية الإسرائيلية سيطروا على السفينة بعنف وساقوا من كان على متنها ، من طاقم ومتضامنين دوليين ، إلى ميناء سدود المحتل، حيث تم احتجازهم، ثم نقل عدد منهم إلى سجن عوفر أو منشأة مشابهة، وسط تعتيم رسمي."
وأضاف: "السفينة لم تكن تحمل أي طابع عسكري أو حتى سياسي مباشر. كانت محمّلة بمساعدات إنسانية بسيطة تعكس الإمكانيات المتواضعة للجهة المنظمة، لكنها تعبّر عن موقف أخلاقي وإنساني صلب. شحنتها لم تتجاوز ما يمكن أن تحمله شاحنة صغيرة، وشملت بعض الأغذية، أدوية أساسية، مساعدات طبية خفيفة مثل العكاكيز، حفاضات للأطفال وكبار السن، ومستحضرات بسيطة تتعلق برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة."
وتابع: "بحسب المعلومات الأولية، قرر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وضع المتضامنين في زنازين انفرادية، كل شخص في زنزانة، في خطوة تعكس سياسة القمع الممنهج ضد أي محاولة لكسر الحصار أو فضح ممارسات الاحتلال."
وأشار أبو حمزة إلى أن "السلطات الإسرائيلية وجّهت إليهم تهمة الدخول غير الشرعي إلى إسرائيل، اي بدون تصريح مسبق، وهي التهمة التي اعتادت إسرائيل على استخدامها لتبرير اعتقال النشطاء الدوليين الذين يشاركون في مبادرات إنسانية تجاه غزة."
وحول مصير المساعدات، أشار أبو حمزة إلى أن “الاحتلال صرّح بأنه سيقوم بإعادة توزيع هذه المساعدات إلى قطاع غزة، لكنني بصراحة لا أستطيع أن أؤكد أو أجزم بذلك. تجربتنا معهم تقول غير ذلك. في الغالب، هذه المساعدات لا تصل، أو يتم توجيهها لخدمة مصالحهم الخاصة."
وقال:"ما نعرفه أن الاحتلال كثيرًا ما يتلاعب بالمساعدات الإنسانية، مشيراً الى أمثلة واضحة، منها ما حدث مؤخرًا حين ظهرت صناديق مساعدات في غزة كتب عليها "الرحمة العالمية"، وهي مؤسسة خيرية كانت قد صدّرت المساعدات من مصر إلى القطاع. لكن الاحتلال صادرها وأعاد بيعها لإحدى المؤسسات الأمريكية، التي وزعتها مجددًا تحت اسم ‘المؤسسة الإنسانية الأمريكية’. وبالطبع قبض الاحتلال ثمن هذه البضائع. هذا مجرد نموذج عن كيف يتم الالتفاف حتى على المساعدات المخصصة لغزة، وتحويلها إلى تجارة تخدم الاحتلال."
وحول وضع النشطاء المحتجزين حاليًا، قال أبو حمزة : "نحن نعرف من التجارب السابقة، مع القوافل التي سبقت وتعرّضت للاحتجاز، أن التحقيقات التي يخضع لها النشطاء قاسية جدًا، تتخللها محاولات إذلال وكسر نفسي، ويُمارس عليهم الضغط لإجبارهم على التوقيع على تعهد بعدم العودة مجددًا إلى مثل هذه القوافل أو أي نشاط تضامني مع غزة. ما يجري معهم الآن هو ليس مجرد احتجاز إداري، بل هو عملية استجواب عدوانية وممنهجة تهدف إلى ردع أي تحرك إنساني مستقبلي تجاه القطاع."
وأكد أبو حمزة أن: "ما جرى هو قرصنة صريحة وانتهاك للقانون الدولي. إسرائيل تواصل استهدافها لكل من يحاول مد يد العون لغزة، ليس فقط بالصواريخ، بل حتى بمنع دخول علبة دواء أو عكاز. المطلوب اليوم تحرك دولي عاجل ومحاسبة حقيقية لهذا الاحتلال الذي لم يعد يقيم وزناً لأي قانون أو ضمير."