ضربات إسرائيلية على إيران... وعيون العالم على "رد طهران"

شنّت إسرائيل فجر اليوم الجمعة سلسلة ضربات جوية مكثّفة استهدفت العاصمة الإيرانية طهران ومواقع عسكرية ونووية في مناطق مختلفة من البلاد، في تصعيد خطير يُنذر بمرحلة جديدة من المواجهة المباشرة بين الجانبين.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بسماع دوي انفجارات عنيفة في طهران عند الفجر، مشيرة إلى أن عدة مناطق سكنية أصيبت بالقصف، ما أدّى إلى اندلاع حرائق وسقوط ضحايا، بينهم أطفال، وسط حالة ذعر في صفوف المدنيين.

كما أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي أن مقرّ الحرس الثوري وسط طهران تعرّض لقصف مباشر. في المقابل، أفاد شهود عيان في نطنز لوكالة "رويترز" بسماع انفجارات متعدّدة قرب المنشأة النووية الرئيسية.

وأشارت تقارير إلى استهداف منشآت نووية ومراكز عسكرية حساسة، في وقت تحدثت فيه مصادر إسرائيلية عن اغتيال شخصيات بارزة في البرنامج النووي والعسكري، منهم رئيس الأركان الإيراني وعدد من العلماء النوويين، غير أنّ وكالة الأنباء الإيرانية نفت استشهاد رئيس الأركان محمد باقري، مؤكدة وجوده في غرفة قيادة الحرب.

مع تصاعد الضربات، أعلنت السلطات الإيرانية تعليق الرحلات الجوية في مطار طهران الدولي، بالتوازي مع رفع حالة الجهوزية الكاملة في أنظمة الدفاع الجوي، فيما دعت القيادة الإيرانية إلى اجتماع أمني عالي المستوى لبحث الردّ على الهجوم.

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرايل كاتس إن الضربة جاءت في إطار "عملية وقائية" لمنع إيران من تنفيذ تهديداتها، مضيفاً: "نتوقع رداً وشيكاً بالصواريخ والمسيرات... ومستعدون لكل السيناريوهات".

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "أنجز المرحلة الأولى من العملية"، مؤكدًا تنفيذ عشرات الغارات الجوية على أهداف "مرتبطة بالمشروع النووي الإيراني" في مناطق متفرقة، بما فيها نطنز.

وقال متحدث عسكري: "إيران تمتلك مواد تكفي لصنع 15 قنبلة نووية... ونعمل على تدمير بنيتها التحتية النووية ومنعها من بلوغ العتبة النووية".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رسالة مصوّرة إن الضربات استهدفت منشآت تخصيب اليورانيوم ومصانع الصواريخ البالستية، مؤكداً أنّ العملية ستستمر "بقدر ما يلزم من أيام"، ومضيفاً:

"لقد ضربنا قلب البرنامج النووي الإيراني. وقلب برنامج الصواريخ. وقلب العلماء الذين يعملون على القنبلة النووية".

أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ العامة، مع تفعيل استنفار الجبهة الداخلية، وصدور تعليمات جديدة تشمل تعليق الأنشطة التعليمية والتجمّعات في مختلف أنحاء البلاد.

في واشنطن، أفادت شبكة "سي. إن. إن" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا إلى اجتماع حكومي طارئ لمتابعة التطورات، فيما أكّد مسؤولان أميركيان لـ"رويترز" أن الولايات المتحدة لم تشارك في العملية الإسرائيلية، ولم تقدّم دعماً مباشراً لها.