دخلت المنطقة فصلًا جديدًا من التصعيد العسكري مع إعلان إسرائيل، فجر الجمعة، عن شنّ عملية عسكرية واسعة ضد إيران، طالت منشآت نووية ومراكز عسكرية وقادة بارزين في الحرس الثوري، في ما اعتبرته تل أبيب "ضربة استباقية" تهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي.
وفي بيان عسكري، أكد الجيش الإسرائيلي أن عمليته، التي أطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع تُستخدم لتطوير برنامج الصواريخ الباليستية، إضافة إلى منشأة نطنز النووية وعدد من العلماء المرتبطين بالبرنامج النووي.
وسائل إعلام إيرانية رسمية أعلنت عن مقتل اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، إلى جانب اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة، واللواء غلام علي رشيد، وعدد من قادة الصف الأول.
كما تم تأكيد مقتل ستة علماء نوويين، أبرزهم: محمد مهدي طهرانجي، فريدون عباسي، عبد الحميد منوچهر، أحمد رضا ذو الفقاري، أمير حسين فقيهي، ومطلبي زاده.
واعتبرت طهران أن الغارات تمثل "اعتداءً مباشراً على سيادة البلاد"، فيما توعّد الحرس الثوري بـ"ردّ حتمي ومؤلم".
وكشف تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي أن جهاز الموساد نفذّ بالتوازي مع الضربات الجوية سلسلة من عمليات التخريب الممنهجة داخل الأراضي الإيرانية، استهدفت مواقع صاروخية وأنظمة رادار ومنشآت دفاع جوي.
مسؤول عسكري إسرائيلي صرّح بأن "إيران كانت على بعد أيام من امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع 15 قنبلة نووية"، ما استوجب هذا التحرك "الوقائي".
أُغلق مطار بن غوريون في تل أبيب، ووضعت إسرائيل منظوماتها الدفاعية في حالة تأهب قصوى، وسط توقعات بردّ صاروخي وطائرات مسيّرة إيرانية خلال الساعات المقبلة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن بلاده "مستعدة لكل السيناريوهات"، فيما أكد رئيس الأركان إيال زامير أن "العملية ستستمر حتى تحقيق أهدافها الاستراتيجية".
في المقابل، أفادت وسائل إعلام إيرانية بسقوط قتلى مدنيين، بينهم أطفال، نتيجة غارة استهدفت منطقة سكنية في طهران، في حين لم تُعلَن حتى الساعة أي حصيلة رسمية من الجانب الإيراني.
في أول تعليق، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن إسرائيل تصرفت بشكل منفرد، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لم تشارك في العملية، وأن أولويتها تبقى حماية قواتها المنتشرة في الشرق الأوسط.
وأشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعقد اجتماعًا طارئًا لمجلس الأمن القومي، لمتابعة التطورات و"ضمان الاستقرار في المنطقة".
وكان من المزمع أن تُعقد جولة جديدة من المحادثات الأميركية – الإيرانية حول الملف النووي في سلطنة عُمان يوم الأحد، لكن التصعيد الأخير أدّى إلى تجميد مسار الوساطة، بحسب مصادر دبلوماسية عمانية.
أثار الهجوم الإسرائيلي ردود فعل متباينة في العواصم العالمية، إذ حذّرت موسكو وبكين من "تدهور شامل في الأمن الإقليمي"، بينما دعت باريس ولندن إلى "ضبط النفس والعودة إلى الحوار".
وأدّى التصعيد إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط العالمية، وسط مخاوف من تعطل الملاحة في الخليج، وتداعيات اقتصادية على الأسواق العالمية.