إنما بالنسبة لمشهد اليوم التالي، يقول المستشار القانوني في المفوضية الأوروبية الدكتور محيي الدين الشحيمي، لـ"ليبانون ديبايت"، إن إسرائيل نفذت تهديدها لإيران، وبالتالي، وصلت المنطقة إلى مواجهة عسكرية بين إيران وإسرائيل، ورفعت من مستوى المخاوف من الوصول إلى مفترق طرق خطير في منطقة الشرق الأوسط.
ويحذر الدكتور الشحيمي من الواقع الجديد، الذي باتت تتقدم فيه الحلول العسكرية على الحلول الدبلوماسية، خصوصاً في ظل وجود نوايا مختلفة بين الأميركي والإيراني حول أهداف المفاوضات الدبلوماسية وروزنامتها وما يمكن أن تحققه للطرفين، وبالطبع لإسرائيل.
وبحسب قراءة الدكتور الشحيمي، فإن الضربة الإسرائيلية سوف تؤثر وتضعف القوة النووية الإيرانية، علماً أن طهران ركزت على الدوام وفي كل مفاوضاتها مع واشنطن على البرنامج النووي، فيما سعت الولايات المتحدة إلى طرح التوصل إلى اتفاق يشمل الملف النووي والصواريخ الباليستية وكل ما له علاقة بهذين العنوانين.
إلاّ أن الإيراني، كما يلاحظ الشحيمي، قد حاول طيلة الفترة الماضية، أن يعيد القيمة لأذرعه في المنطقة والتي حاول إدخالها إلى المفاوضات، لكي تشكل أوراقاً يُصار إلى الإستفادة منها وبالتالي أن يطيل أمد المفاوضات، فيما الأميركي يستعجل الإتفاق وقد حدد له المواعيد.
ويرى الشحيمي أنه بسبب محاولة إيران إضاعة الوقت والدخول في متاهة التفاوض من أجل التفاوض فقط وليس من أجل أي هدف آخر، وهي بارعة على هذا الصعيد، كانت المشهدية الحالية في المنطقة. وكذلك يشدد الشحيمي على أن المواجهة الحالية بدأت بعد تهديد إسرائيل باستهداف محطات التخصيب النووي الإيراني وكل الأهداف العسكرية سواء كانت أهدافاً عسكرية بشرية أو عسكرية لوجستية وبطاريات الصواريخ، وبالأمس طبّقت إسرائيل هذا التهديد وأطبقت بإحكام وبضرباتها العسكرية على الداخل الإيراني، وكان هدفها إضعاف وتصفير القوة النووية الإيرانية.