أعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأحد، عن تسريب معلومات حساسة تخص 40 طيارًا إسرائيليًا قالت إنهم شاركوا في الهجوم الجوي الذي شنته إسرائيل مؤخرًا ضد أهداف داخل الأراضي الإيرانية. ووصفت المصادر الإيرانية هذا التسريب بأنه "اختراق إلكتروني كبير" طال سلاح الجو الإسرائيلي، مما أدى إلى الكشف عن بيانات تعتبر من "أعلى درجات السرية العسكرية".
وأفادت شبكة "إيرن بالعربية"، التابعة لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، بأن مجموعة من القراصنة السيبرانيين نجحت في اختراق أنظمة إلكترونية خاصة بسلاح الجو في وزارة الدفاع الإسرائيلية، والحصول على معلومات دقيقة تتعلق بهوية الطيارين العسكريين المشاركين في العملية الأخيرة ضد إيران.
وأضافت الشبكة أن البيانات المسرّبة تتضمن الاسم الكامل، والعمر، والوحدة القتالية، والقاعدة الجوية التي يتبعها كل طيار، بالإضافة إلى الدور العملياتي الذي قام به أثناء الهجوم، وهي معلومات توصف عادة بأنها من "الأسرار الأمنية القصوى" داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
شاركت في العملية الجوية طائرات متقدمة من ثلاث طرازات رئيسية: F-15I Ra’am ,F-16I Sufa ,F-35I Adir. وتُعتبر هذه المقاتلات من أكثر الطائرات تطورًا في سلاح الجو الإسرائيلي، وتستخدم عادة في المهام الدقيقة والعميقة، خاصة تلك التي تنفذ خارج الحدود، وتشكل العمود الفقري لأي هجوم بعيد المدى.
وأشارت "إيرن بالعربية" إلى أن تسريب هذه البيانات "يشكل ضربة استخباراتية قاسية لإسرائيل"، بالنظر إلى أن هوية الطيارين، خاصة أولئك الذين ينفذون مهامًا قتالية، تُصنّف ضمن "أعلى مستويات السرية" في المنظومة العسكرية.
وكانت إسرائيل قد نفذت في أبريل الماضي هجومًا واسع النطاق استهدف منشآت عسكرية ومواقع حساسة في إيران، ردًا على ما وصفته بـ"تهديدات استراتيجية متزايدة" من قبل طهران. وقد استخدمت إسرائيل في الهجوم طائرات شبحية من طراز F-35، في واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا في تاريخ المواجهة غير المباشرة بين البلدين.
وقد تبع الهجوم الإسرائيلي ردود فعل إيرانية شديدة، منها هجوم سيبراني على منشآت إسرائيلية، إضافة إلى تحذيرات من مسؤولين إيرانيين بأن "المعركة انتقلت إلى مستويات غير تقليدية"، في إشارة إلى الفضاء الإلكتروني.
وفي الوقت الذي لم تُعلّق فيه إسرائيل رسميًا على التسريب، إلا أن محللين يرون أن نشر هذه البيانات، إن صحت، يُعد اختراقًا خطيرًا يُعرّض حياة هؤلاء الطيارين للخطر، سواء خلال مشاركتهم في مهام مستقبلية أو على المستوى الشخصي، كما قد يدفع بالجيش الإسرائيلي إلى اتخاذ إجراءات حماية إضافية لأفراده وتغيير بروتوكولات سرية.
ويأتي هذا التسريب في سياق تصعيد متواصل بين إيران وإسرائيل، لم يقتصر فقط على الهجمات التقليدية أو الجوية، بل تصاعد في السنوات الأخيرة ليشمل حربًا إلكترونية شرسة بين الطرفين. وكانت إيران قد أعلنت في أكثر من مناسبة عن "إفشال مخططات إسرائيلية" عبر الوسائل السيبرانية، بينما تتهمها تل أبيب بأنها تدير شبكة هجومية تستهدف البنى التحتية والمرافق الحيوية داخل إسرائيل وخارجها.
