في تصعيد إعلامي موازٍ للتوتر العسكري المتواصل، كثّفت كل من إسرائيل وإيران خلال الأيام الماضية بثّ مقاطع مصوّرة توثق فعالية عملياتهما العسكرية ضد بعضهما البعض، في ما يشبه "حربًا دعائية رقمية" سلاحها الإنترنت، ومنصتها وسائل التواصل والإعلام.
فقد عمد كل طرف إلى توثيق ما وصفه بـ"ضرباته الدقيقة" ونشرها بشكل منسّق لإبراز قوّته وإيصال رسائل ردع مباشرة.
ونشرت إيران خلال الساعات الماضية صورًا ثلاثية الأبعاد لما قالت إنها مراكز عسكرية واستخباراتية حساسة داخل إسرائيل، مؤكدة أنها باتت ضمن قائمة "الأهداف المشروعة" لضربات صاروخية أو بطائرات مسيّرة "في الأيام المقبلة".
بالتوازي، بثّ التلفزيون الإيراني تقريرًا يكشف "ورشة إسرائيلية لتصنيع الطائرات المسيّرة" في طهران، في إشارة إلى اختراق أمني واسع تم احتواؤه، وفق الرواية الإيرانية.
في المقابل، اختارت إسرائيل أسلوبًا مشابهًا، حيث نشرت هيئة البث الرسمية مشاهد لضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية، مرفقة بعنوان: "الصور لا تكذب".
كما بثّ الشاباك مقطعًا يظهر لحظة توقيف إسرائيليين اثنين بتهمة التعاون مع الاستخبارات الإيرانية وتنفيذ مهام أمنية لصالحها.
في سياق موازٍ، طلب الجيش الإسرائيلي من المواطنين عدم تصوير أو نشر لقطات الاستهدافات الإيرانية، محذرًا من أن "العدو يراقب هذه المقاطع لتحسين دقة ضرباته".
كما بدأت الشرطة الإسرائيلية بإبعاد صحافيين من وسائل إعلام دولية كانوا يبثّون بشكل مباشر لحظات سقوط الصواريخ في مدينة حيفا، وفق ما نقلت وسائل إعلام عبرية اليوم الإثنين.
ومنذ فجر الجمعة، شنّت إسرائيل سلسلة من الضربات المكثفة على مواقع نووية ونفطية وعسكرية ومخازن صواريخ في إيران، في حين ردّت طهران بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه مدن ومواقع إسرائيلية.
وأسفرت هذه الجولة من التصعيد عن استشهاد نحو 250 إيرانيًا وفق تقديرات رسمية، وسقوط أقل من 20 قتيلًا إسرائيليًا حتى الآن، وسط ترقّب لمزيد من التصعيد على الجبهتين الميدانية والإعلامية.
الـــمــــزيــــــــــد
