كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في محافظة جنين شمالي الضفة الغربية. وأفاد رئيس بلدية رمانة، حسن صبيحات، وشهود عيان، اليوم الإثنين، بأن الجيش الإسرائيلي حول عشرات المنازل إلى مواقع عسكرية خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى تهجير قسري لعائلات فلسطينية وتقييد الحياة اليومية في عدد من البلدات والقرى.
وأشار صبيحات إلى أن الجيش الإسرائيلي استولى، منذ 4 أيام، على 11 منزلاً في الجزء الغربي من بلدة رمانة، وهي منطقة مرتفعة تطل على باقي المناطق، حيث فُرض عليها طوق عسكري مشدد.
وفي بلدة عانين المجاورة، أجبرت القوات الإسرائيلية 5 عائلات فلسطينية، تضم نحو 50 شخصاً، على إخلاء منازلها التي تحولت إلى نقاط مراقبة وانتشار عسكري.
وأضاف صبيحات أن الجيش الإسرائيلي أغلق المحال التجارية، وانتشر في شوارع البلدة مستخدماً الرصاص الحي وقنابل الغاز، مما تسبب في شلل شبه كامل لحركة السكان وزيادة التوتر بين المدنيين والقوات المنتشرة.
وفي قرية نزلة الشيخ زيد، صرّح رئيس المجلس القروي، عزيز زيد، بأن الجيش الإسرائيلي استولى على منزلين وطرد سكانهما، فيما تواصل القوات المداهمات والتفتيش والاعتقالات.
كما أغلقت القوات الإسرائيلية المدخل الغربي للقرية وشارعها الرئيسي وعدداً من المنشآت المدنية، بما في ذلك صيدلية وبقالة.
وتأتي هذه التطورات ضمن حملة عسكرية مستمرة منذ 147 يوماً، وفقاً لمصادر محلية، في ظل تصاعد الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لبلدات محافظة جنين، التي تعتبر من أبرز بؤر التوتر في الضفة الغربية.
وتشهد الضفة الغربية، خصوصاً شمالها، موجة تصعيد عسكري مستمرة منذ أشهر، تتخللها اقتحامات متكررة واعتقالات وعمليات هدم. وتعد مدينة جنين ومخيمها من أكثر المناطق تأثراً بهذه العمليات بسبب وجود جماعات مسلحة وملاحقة نشطاء فلسطينيين.
ويرى مراقبون أن استخدام المنازل المدنية كمواقع عسكرية يزيد من هشاشة الأوضاع الإنسانية والأمنية، ويشكل خرقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني الذي يجرّم التهجير القسري واستخدام الممتلكات المدنية لأغراض عسكرية.