أفاد مسؤول أميركي، الثلاثاء، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى توجيهات لفريقه الدبلوماسي بمحاولة لقاء الإيرانيين في أسرع وقت، لتحديد مدى جدية طهران في حل الصراع القائم عبر الدبلوماسية، وذلك وفقًا لما نقلته شبكة "CNN".
وأكد المسؤول أن الهدف من تلك الخطوة هو زيادة الضغط على إيران للجلوس إلى طاولة المفاوضات، في ظل استمرار التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل.
في هذا السياق، أعلن السفير الإسرائيلي لدى واشنطن مايكل ليتر أن بلاده لا تعارض التفاوض مع إيران، لكن شرطها الأساسي هو تفكيك البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني. وأضاف في مقابلة تلفزيونية أن "إسرائيل تسعى إلى اتفاق يضمن أمن المنطقة، لكنها لن تتساهل مع استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي".
كما أثار ليتر تكهنات بقوله إن "عملية البيجر ستكون بسيطة مقارنة بمفاجأة إسرائيل هذا الأسبوع ضد إيران"، في إشارة إلى هجوم سري نفذته إسرائيل في لبنان سابقًا باستخدام أجهزة متفجرة استهدفت عناصر حزب الله.
في منشور عبر منصة "تروث سوشال"، حثّ ترامب الجميع على إخلاء العاصمة الإيرانية طهران فورًا، مؤكدًا أن "إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي". وأضاف: "كررت ذلك مرارًا! على الجميع إخلاء طهران فورًا!". وشدد على أن "إهدار الأرواح البشرية أمر مؤسف"، في إشارة إلى العواقب الوخيمة للتصعيد.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيعود إلى واشنطن مساء الثلاثاء لمناقشة قضايا مهمة تتعلق بالتصعيد في المنطقة، كما طلب من مجلس الأمن القومي الاستعداد لعقد اجتماعات طارئة في غرفة العمليات.
نفى البيت الأبيض صحة التقارير التي تحدثت عن مشاركة الولايات المتحدة في هجمات ضد إيران، مؤكدًا أن القوات الأميركية تظل في وضع دفاعي. وقال مساعد في البيت الأبيض عبر منصة "إكس" إن "واشنطن ليست في موقف هجومي، لكنها مستعدة للدفاع عن مصالحها في المنطقة".
وأكد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة تسعى إلى إبرام اتفاق مع إيران. وأضاف في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز": "الرئيس يأمل في تحقيق السلام، ونحن أقوياء ومستعدون، لكننا نتخذ موقفًا دفاعيًا".
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام إيرانية تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي أكد لنظرائه الأوروبيين أن بلاده جادة في جهودها الدبلوماسية ولم تتخلّ عن المفاوضات. لكنه أشار إلى أن إيران تركز حاليًا على التصدي لإسرائيل، في ظل الهجمات المتبادلة التي أوقعت خسائر كبيرة على الجانبين.
على هامش قمة مجموعة السبع في كندا، أعرب ترامب عن تفاؤله بإمكانية توقيع اتفاق نووي مع إيران، لكنه حذر من "عواقب وخيمة" إذا استمر التعنت الإيراني. وقال: "إيران ستكون حمقاء إذا لم توقّع الاتفاق".
تشهد المنطقة تصعيدًا غير مسبوق بين إسرائيل وإيران منذ بداية يونيو، بعد سلسلة هجمات إسرائيلية استهدفت منشآت نووية إيرانية وقواعد عسكرية، أعقبتها ردود إيرانية شملت هجمات صاروخية على أهداف استراتيجية إسرائيلية. ومع تزايد المخاوف من تفاقم الصراع، تعمل أطراف دولية على تهدئة الأوضاع، لكن احتمالات التصعيد ما زالت قائمة.