"ليبانون ديبايت"
لا زال الغموض يكتنف زيارة المندوب الأميركي توم باراك إلى لبنان بعد عدة تأجيلات، لكن هذه الزيارة لن تكون حاسمة في نتائجها، لا سيما أن الأمور تنتظر نتائج الحرب الإسرائيلية - الإيرانية.
وتؤكد أوساط متابعة أن المندوب الأميركي توم باراك لم يأخذ مواعيد من أي من المسؤولين اللبنانيين حتى يوم أمس، موضحة أن الموعد المبدئي كان بتاريخ اليوم، لكن مع تطورات الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، تم تأخير الموعد إلى نهاية الشهر الحالي، ولكن فجأة تقرر أن تكون الزيارة نهاية الأسبوع الحالي.
وتلمّح الأوساط بأنه حتى تؤتي الزيارة ثمارها المرجوة، على باراك أن يؤجلها إلى ما بعد تبلور صورة الحرب بين إسرائيل وإيران، وإذا ما كانت الأمور تتجه إلى المفاوضات أو المواجهة، لكن بما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير متوازن في خياراته، فقد يرى أن الزيارة مُلحّة اليوم لحسابات لا يعرفها إلا هو.
ويُشدد، من منطلق التطورات الحربية على الأرض، أن إيران مضطرة في النهاية إلى الذهاب نحو المفاوضات، لأنها لا تملك حلاً، لا سيما أنها تدرك تماماً أن الرئيس الأميركي إذا أراد شنّ حرب جوية، فلن يردعه أحد، لكن هذا النظام، الذي يعيش على "الهالة"، والتي ضُربت اليوم من إسرائيل، يريد الحفاظ عليها قدر المستطاع من حيث الشكل، عبر سلسلة "لاءات" لكثير من الطروحات.
وتنبه الأوساط إلى أن ترامب كان صريحاً مع الإيراني في تحذيراته، بحيث خيّرهم إما بالتدخل في المعركة إلى جانب إسرائيل وربما استخدام القنبلة النووية، أو التوجّه إلى المفاوضات وفق الشروط التي يضعها هو.
وتعتبر الأوساط، من وجهة نظرها، أن الشروط التي تضعها الولايات المتحدة سيستفيد منها لبنان، بمعنى أنه سيتخلّص من النفوذ الإيراني في لبنان بشكل نهائي.
ووفق هذه الرؤية للأمور، فإن سلاح حزب الله سيكون جزءاً من طاولة المفاوضات، لكنها تلفت إلى أمر بارز، وهو أن المطلوب هو السلاح الموجود تحت إشراف إيران، أي السلاح الذي يحمل عنواناً إقليمياً، وليس السلاح الفردي، بل الصواريخ الدقيقة والمسيرات من النوع الذي استخدم في الهجمات على منزل نتنياهو، فهذا هو السلاح المفترض تسليمه، أما السلاح الآخر الموجود في المنازل، فليس هو الهدف، والدليل أن الجيش واليونيفيل لم تدخلا المنازل لنزع هذا السلاح في جنوب الليطاني.