اقليمي ودولي

العربية
الثلاثاء 17 حزيران 2025 - 21:07 العربية
العربية

الفراغ الأميركي في سوريا يتمدد... و"قسد" تحذّر من شبح داعش

الفراغ الأميركي في سوريا يتمدد... و"قسد" تحذّر من شبح داعش

أفاد مراسلو وكالة "رويترز" أن القوات الأميركية انسحبت من قاعدتين إضافيتين في شمال شرق سوريا، في خطوة تعكس تسارع وتيرة تقليص الحضور العسكري الأميركي هناك.


وأكد مراسلو الوكالة، الذين زاروا القاعدتين الأسبوع الماضي، أن الموقعين باتا شبه مهجورَين وتولت حمايتهما وحدات صغيرة من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تحظى بدعم واشنطن منذ نحو عشر سنوات في مواجهة تنظيم داعش.


وقد أزيلت الكاميرات والأسلاك الشائكة من محيط القاعدتين، وهما "استراحة الوزير" و"تل بيدر" في محافظة الحسكة، في أول تأكيد ميداني لانسحاب القوات الأميركية من هذه المواقع. وصرّح سياسي كردي مقيم في إحدى القاعدتين أن "القوات الأميركية غادرت بالكامل"، فيما أكد عناصر من "قسد" في القاعدة الثانية عملية الانسحاب، دون تحديد توقيتها الدقيق.


وبهذا الانسحاب، يرتفع عدد القواعد الأميركية التي غادرتها القوات منذ تسلّم الرئيس دونالد ترامب مهامه إلى أربع على الأقل. وكانت إدارة ترامب قد أعلنت مؤخرًا أن وجودها العسكري في سوريا سيقتصر على قاعدة واحدة فقط من أصل ثمانٍ، ضمن مناطق تخضع لسيطرة "قسد"، وهو ما قد يُخفض عديد القوات من 2000 إلى 500 جندي، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".


في هذا السياق، أعرب قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي عن قلقه من تراجع الحضور الأميركي، محذرًا من أن "وجود بضع مئات من الجنود في قاعدة واحدة لن يكون كافيًا لاحتواء تهديد داعش". وأكد، في حديث لـ"رويترز" من قاعدة الشدادي، أن "تهديد داعش زاد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة"، مضيفًا: "نحن نعمل مع الأميركيين لضمان عدم حصول ثغرات أمنية والحفاظ على الضغط ضد التنظيم".


وأجرى عبدي تصريحه بعد ساعات من تنفيذ إسرائيل قصفًا مكثفًا على إيران، رافضًا التعليق على تداعيات هذا التصعيد على سوريا، لكنه أعرب عن أمله في ألا تمتد الحرب إلى الداخل السوري. وبعد المقابلة، أفاد مصدران أمنيان في "قسد" بأن ثلاثة صواريخ إيرانية الصنع استهدفت قاعدة الشدادي، غير أن الدفاعات الأميركية تمكّنت من إسقاطها.


وعاد تنظيم داعش إلى واجهة النشاط الأمني في سوريا، حيث أعلن عبدي أن خلايا تابعة للتنظيم نشطت في مناطق متعددة، من بينها دمشق، وتمكنت من الاستيلاء على أسلحة وذخائر من مستودعات تابعة للنظام السوري السابق بعد سقوط بشار الأسد.


وأكد عدد من المسؤولين الأكراد أن عناصر التنظيم بدأت بالتحرك علنًا في محيط القواعد الأميركية التي أُغلقت، وخصوصًا في دير الزور والرقة، معقلي داعش السابقين.


وقال عبدي إن التنظيم شن مؤخرًا سلسلة من الهجمات أودت بحياة ما لا يقل عن 10 من عناصر "قسد" وقوات الأمن في شرقي نهر الفرات، كما تم استهداف قافلة من ناقلات النفط بعبوة ناسفة قرب القاعدة التي استضافت المقابلة مع "رويترز".


التحوّلات المتسارعة في شمال شرق سوريا تنذر بمرحلة جديدة من التحديات الأمنية مع احتمال تصاعد نشاط داعش في ظل انسحاب تدريجي للقوات الأميركية، فيما يبقى مستقبل المعركة ضد التنظيم رهن بقرارات البيت الأبيض وتوازنات الميدان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة