كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، الخميس، أن الضربة الجوية الإسرائيلية الأخيرة على إيران سبقتها حملة استخباراتية سرية امتدت لسنوات، نفذها جهاز الموساد بالتعاون مع وحدة الاستخبارات العسكرية "آمان"، مستخدمة أدوات تكنولوجية واستخباراتية متطورة.
أوضحت الصحيفة أن الوحدات الإسرائيلية طورت "بنك أهداف" يتم تحديثه باستمرار عبر صور الأقمار الاصطناعية واعتراض الاتصالات وتحليل البيانات، مما شكل الأساس لتنفيذ الهجوم. وساهمت فرق تقنية من المدنيين وجنود الاحتياط في هذه العملية، مما يعكس تداخلًا واضحًا بين الجهود العسكرية والمدنية.
شملت الحملة الاستخباراتية استخدام هواتف مخترقة، وطائرات مسيرة مخزنة داخل إيران، وبرمجيات متطورة لتحليل صور الأقمار الاصطناعية. كما استعانت إسرائيل بعشرات العملاء المحليين الذين زودوا الاستخبارات بمعلومات ميدانية دقيقة.
استهدفت الضربات الافتتاحية أكثر من 10 مسؤولين وعلماء نوويين في وقت واحد، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي ومنشآت صاروخية قرب المواقع النووية، مما أدى إلى تنفيذ العملية بدقة عالية وصفتها الصحيفة بـ"نسخة إسرائيلية من الصدمة والرعب".
أثارت العملية حالة من الذعر داخل إيران، إذ أصدرت السلطات تحذيرات بشأن طائرات مسيرة صغيرة وعمليات اختراق عبر الهواتف المحمولة. وأظهرت الإجراءات الإيرانية المضادة جهودًا لاحتواء الاختراقات المتكررة، التي أكدت مدى النفاذ الاستخباراتي الإسرائيلي.
رغم النجاح الكبير على المستوى التكتيكي، لم تحقق إسرائيل هدفها الاستراتيجي الكامل بتفكيك البرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، أكدت العملية قدرتها على اختراق أعماق الشبكات الإيرانية وإحداث تأثير كبير على خططها النووية.
أشار التقرير إلى التناقض بين نجاح الهجوم الأخير والفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في توقع هجوم "حماس" عام 2023، ما يبرز أهمية تخصيص الموارد الاستخباراتية بشكل أكثر دقة.
حذّر خبراء إسرائيليون من مخاطر الغرور بعد هذه العملية، مشددين على ضرورة الحفاظ على زخم الحملة واستمرار التركيز على التهديدات المحتملة. وأكدوا أن العملية ما هي إلا خطوة ضمن سلسلة مستمرة من المواجهات الاستخباراتية مع إيران.
الـــمــــزيــــــــــد
