في ظل تصاعد المواجهات بين إسرائيل وإيران وترقب تدخل محتمل للولايات المتحدة في الصراع، لوّح رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، بهنام سعيدي، بإغلاق مضيق هرمز كأحد الخيارات الاستراتيجية المتاحة لإيران.
أكد سعيدي، في مقابلة مع وكالة "مهر" الإيرانية اليوم الخميس، أن إغلاق المضيق، الذي يعتبر شرياناً حيوياً للتجارة العالمية، يُعد من الخيارات التي قد تلجأ إليها طهران إذا تصاعدت التهديدات ضدها. وقال: "لدينا خيارات متعددة للرد على اعتداءات إسرائيل والدول المتواطئة معها، وسنختار الأنسب بناءً على متطلبات المرحلة".
وأشار إلى أن طبيعة الرد الإيراني وموقعه وتوقيته تخضع لتقديرات دقيقة من القيادات السياسية والعسكرية، مضيفاً أن "إغلاق مضيق هرمز خيار واقعي إذا استدعت الظروف ذلك".
وجّه سعيدي رسالة تحذير إلى أعداء إيران، قائلاً: "على خصومنا أن يدركوا أن أي تهديد ضد شعبنا سيقابل برد حاسم وساحق". وتأتي هذه التصريحات في وقت حذر فيه خبراء دوليون من التداعيات الخطيرة لإغلاق المضيق، الذي يعد ممراً أساسياً لحركة النفط العالمية.
من جهته، رأى المحلل السياسي نظير مجلي، في تصريحات لقناة "العربية/الحدث"، أن خيار إغلاق المضيق قد يكون "آخر رصاصة" في جعبة إيران. وأشار إلى أن مثل هذه الخطوة ستؤثر على دول حليفة لإيران، مثل الصين التي تعتمد بشكل كبير على النفط الذي يمر عبر المضيق باستخدام "أساطيل شبحية".
وأكد مجلي أن إغلاق المضيق سيضر بالمصالح الإيرانية أيضاً، مما يجعله خطوة محفوفة بالمخاطر، لكنه اعتبر أن هذه التهديدات تعكس خطورة المرحلة الحالية من التصعيد.
مضيق هرمز، الذي يبلغ عرضه عند مدخله ومخرجه نحو 50 كيلومتراً وفي أضيق نقطة 40 كيلومتراً، يُعد أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية عالمياً. يمر عبره نحو خُمس النفط الخام العالمي، ما يجعله شرياناً اقتصادياً أساسياً لدول العالم، خصوصاً الصين والهند واليابان.
وتشير تقارير إلى إمكانية إيران تعطيل الملاحة في المضيق باستخدام آلاف الألغام البحرية، ما قد يؤدي إلى أزمة تجارية وأمنية دولية غير مسبوقة.