ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن المواجهة العسكرية الحالية بين إيران وإسرائيل تُكبد تل أبيب أعباء مالية هائلة، حيث تُقدر الكلفة اليومية للحرب بمئات الملايين من الدولارات، وفق تقديرات أولية.
أوضحت الصحيفة أن أكبر بند في النفقات يتمثل في اعتراض الصواريخ الإيرانية، حيث أطلقت طهران أكثر من 400 صاروخ باتجاه إسرائيل خلال الأيام الماضية. وتبلغ تكلفة تشغيل منظومة "مقلاع داوود"، المخصصة لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى والطائرات المسيّرة، نحو 700 ألف دولار لكل عملية اعتراض باستخدام صاروخين.
أما منظومة "آرو 3"، المصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى خارج الغلاف الجوي، فتصل تكلفة الصاروخ الواحد فيها إلى 4 ملايين دولار، بينما تبلغ تكلفة النسخة الأقدم "آرو 2" حوالي 3 ملايين دولار لكل صاروخ.
وأشار يهوشوع كاليسكي، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إلى أن هذه الأرقام تُظهر العبء المالي الكبير الذي تتحمله إسرائيل في هذه الحرب مقارنة بالحروب السابقة ضد غزة أو حزب الله.
ألحقت الضربات الصاروخية الإيرانية أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية المدنية في إسرائيل. وأوضح المهندس الإنشائي إيال شاليف أن مئات المباني تضررت أو دُمرت بالكامل، بما في ذلك برج حديث البناء في تل أبيب، حيث قد تصل تكلفة إصلاحه إلى عشرات الملايين من الدولارات.
وأفادت هيئة الدبلوماسية العامة الإسرائيلية بأن أكثر من 5000 شخص تم إجلاؤهم من منازلهم المتضررة، ويقيم بعضهم حاليًا في فنادق على نفقة الدولة. كما تعرضت أكبر مصفاة نفط في شمال إسرائيل لضربتين مباشرتين، ما أدى إلى إغلاقها ومقتل ثلاثة من موظفيها.
بحسب التقديرات، قد تصل كلفة إعادة الإعمار في المدن الإسرائيلية المتضررة إلى أكثر من 400 مليون دولار حتى الآن. وقال زفي إكشتاين، رئيس معهد آرون للسياسات الاقتصادية في جامعة رايخمان: "تكلفة الحرب مع إيران يوميًا تفوق بكثير الحروب السابقة بسبب ارتفاع تكلفة الذخيرة الدفاعية والهجومية".
وأشار إكشتاين إلى أن الحرب إذا استمرت لشهر كامل، فقد تصل تكلفتها الإجمالية إلى 12 مليار دولار، ما يزيد من الضغوط على صناع القرار في تل أبيب لإنهاء الصراع في أسرع وقت، رغم تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على استمرار العمليات حتى تحقيق أهدافها، بما في ذلك تفكيك البرنامج النووي الإيراني وتدمير ترسانته الصاروخية.
الـــمــــزيــــــــــد
