اقليمي ودولي

العربية
الجمعة 20 حزيران 2025 - 11:51 العربية
العربية

الغموض النووي: سلاح الردع الأقوى لإسرائيل

الغموض النووي: سلاح الردع الأقوى لإسرائيل

مع استمرار تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، عاد التركيز مجددًا على الترسانة النووية الإسرائيلية في أعقاب هجوم تل أبيب ضد إيران، متعهدة بتدمير برنامجها النووي لمنع طهران من إنتاج أسلحة نووية.


رغم غياب الاعتراف الرسمي، يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، في ظل سياسة غموض استراتيجي تتعمدها منذ عقود.


بحسب تقديرات وكالات الاستخبارات وخبراء مراقبة الأسلحة، تمتلك إسرائيل ما بين 80 و90 رأسًا نوويًا، وربما أكثر. وتستطيع إيصال هذه الرؤوس عبر صواريخ باليستية، طائرات مقاتلة، وربما غواصات نووية.


ويُعتقد أن مركز هذا البرنامج هو مفاعل ديمونة النووي، الذي أُقيم سرًا بمساعدة فرنسية في خمسينيات القرن الماضي.


إسرائيل لا تعترف رسميًا بامتلاك أسلحة نووية، لكنها لا تنفي ذلك أيضًا، في ما يُعرف بـ"الردع بالغموض".


قال جيفري لويس، الخبير النووي في معهد ميدلبوري، إن موقف إسرائيل الحالي يتجاوز الغموض ليصل إلى "الإنكار غير القابل للتصديق".


هذه السياسة تهدف إلى خلق رادع استراتيجي دون إثارة سباق تسلح أو مواجهة ضغوط دولية لتفكيك البرنامج النووي.


لكن هذا الغموض لم يمنع التقديرات، إذ تشير منظمات مثل "اتحاد العلماء الأميركيين" و"معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" إلى امتلاك إسرائيل نحو 90 رأسًا نوويًا.


على عكس إيران، إسرائيل ليست طرفًا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي تهدف إلى منع تطوير وانتشار الترسانات النووية.


بينما تُلزم المعاهدة الدول الموقعة بالتخلي عن الأسلحة النووية، تظل إسرائيل واحدة من خمس دول، إلى جانب الهند، باكستان، كوريا الشمالية، وجنوب السودان، خارج إطارها.


في عام 1986، أثار مردخاي فعنونو، الفني النووي السابق في مفاعل ديمونة، ضجة كبيرة عندما كشف تفاصيل وصورًا سرية عن المفاعل لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية.


كانت هذه الإفصاحات أول دليل ملموس على امتلاك إسرائيل أسلحة نووية، وأحرجت حكومتها بشدة، إذ قوّضت سياسة الغموض التي تنتهجها.


تعود بدايات السعي النووي الإسرائيلي إلى عام 1948، حين رأى قادة الدولة أن امتلاك ترسانة نووية هو ضمانة أمنية لإسرائيل في ظل التحديات التي تواجهها.


وفي مذكرة رفعت عنها السرية تعود إلى عام 1969، ذكر وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر أن إسرائيل تعهدت بعدم إدخال أسلحة نووية إلى الشرق الأوسط كشرط للحصول على طائرات فانتوم من الولايات المتحدة. لكن هذا التعهد ظل غامضًا وغير واضح التطبيق.


يرى محللون أن الغموض الإسرائيلي يعزز من ردع الخصوم المحتملين، إذ يضمن عدم معرفتهم الدقيقة لما يمكن أن تقوم به إسرائيل في حال حدوث أزمة كبرى.

ومع استمرار التوترات الإقليمية، يبقى برنامج إسرائيل النووي في قلب الجدل العالمي حول الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.حررر

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة