تزامنت التصعيدات العسكرية بين إسرائيل وإيران مع تطورات دبلوماسية وسياسية متسارعة، إذ أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع شبكة "إن بي سي نيوز"، أن بلاده تجد صعوبة في الوثوق بالولايات المتحدة، بعد الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير الذي استهدف إيران قبيل المحادثات الدبلوماسية المرتقبة.
وأشار عراقجي إلى أن إيران لن توافق على وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، مشددًا على أن إسرائيل يجب أن توقف هجماتها الجوية قبل أن يتمكن أي طرف من التقدم في المفاوضات مع الولايات المتحدة. ولفت إلى أن القصف الإسرائيلي للمنشآت النووية الإيرانية لا يمكن أن يدمر المعرفة التقنية التي طورتها بلاده.
وأكد عراقجي أن بلاده مستعدة للتفاوض، ولكنها تشعر بأن واشنطن ربما تستخدم المحادثات كـ"غطاء" لتبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية. ووصف ما حدث بأنه "خيانة للدبلوماسية"، مشيرًا إلى أن التصعيد الإسرائيلي يجعل من الصعب على طهران المضي قدمًا في المفاوضات.
في سياق متصل، أوضح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أن مهلة الأسبوعين التي حددها للتوصل إلى قرار بشأن إيران تُعد الحد الأقصى، لكنه أشار إلى إمكانية تمديدها في حال استدعت الظروف. وأضاف أن بلاده قد تدعم وقف إطلاق النار بين الطرفين، لكنه رأى صعوبة في إقناع أي من الجانبين بالتراجع عن مواقفه.
وأعرب ترامب عن قلقه من تقدم إيران في برنامجها النووي، معتبرًا أنها على بعد أسابيع أو أشهر فقط من امتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى أن هذه التطورات تتطلب تحركات حاسمة من قبل واشنطن وحلفائها.
وفي تطور آخر، أشار دبلوماسيون إلى زيارة مرتقبة لعراقجي إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث سيبحث القيود المحتملة على البرامج النووية والصاروخية الإيرانية، بعد انفتاح طهران في محادثات جنيف مع الدبلوماسيين الأوروبيين.
وفي الوقت ذاته، تستمر المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران لليوم التاسع، حيث كثفت إسرائيل غاراتها الجوية التي استهدفت منشآت نووية، قواعد عسكرية، ومنصات صاروخية داخل إيران، بالإضافة إلى اغتيال علماء نوويين وقادة عسكريين. من جانبها، ردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية ومسيرات نحو الأراضي الإسرائيلية، مؤكدة استمرارها في الرد حتى توقف إسرائيل هجماتها.
وعلى صعيد آخر، أثارت تصريحات الرئيس ترامب بشأن معرفة مكان المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وعدم نية الولايات المتحدة استهدافه، جدلًا واسعًا.
ووصف عباس عراقجي هذه التصريحات بأنها "إهانة وليست تهديدًا"، منتقدًا الأسلوب الذي تنتهجه الإدارة الأميركية في التعامل مع القادة الإيرانيين.
مع استمرار هذه التطورات، يبقى المشهد مشوبًا بالغموض حول إمكانية تحقيق اختراق دبلوماسي، في ظل التصعيد العسكري والمواقف المتشددة من جميع الأطراف.