أعرب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عن شكوكه حول إمكانية الوثوق بالولايات المتحدة في المحادثات الدبلوماسية، بعد الهجوم الجوي الإسرائيلي الأخير على إيران الذي سبق مفاوضات مقررة بين الطرفين.
وفي مقابلة مع شبكة "NBC News"، أكد عراقجي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب بحاجة لإظهار جديتها في السعي لحل تفاوضي. وشكك في نوايا واشنطن، مشيراً إلى أن المحادثات قد تكون مجرد غطاء للهجمات الإسرائيلية. وأضاف: "ما فعلوه خيانة للدبلوماسية".
أوضح عراقجي أن إيران مستعدة للتفاوض بشرط وقف إسرائيل هجماتها، مشدداً على رفض بلاده التخلي عن تخصيب اليورانيوم، واصفاً ذلك بأنه "حق وطني". وأشار إلى أن نقص الثقة بين إيران والولايات المتحدة ازداد نتيجة إخفاق المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في الوفاء بتعهداته السابقة.
وحذر عراقجي من أن إيران تحتفظ بحق الرد إذا قررت الولايات المتحدة الانضمام إلى الهجمات الإسرائيلية، مؤكداً أن الدفاع عن النفس حق مشروع. كما وصف التهديدات الإسرائيلية باستهداف المرشد الإيراني علي خامنئي بأنها "إهانة" و"أكبر جريمة يمكن أن ترتكبها إسرائيل".
من جهة أخرى، أعلن عراقجي نيته السفر إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط تصريحات روسية تحذر من مخاطر كارثة نووية بسبب الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية.
يأتي هذا في ظل عملية عسكرية إسرائيلية واسعة تحت اسم "الأسد الصاعد"، شملت غارات مكثفة على مواقع نووية وعسكرية في إيران. وأسفرت الهجمات عن مقتل مسؤولين عسكريين وعلماء نوويين، واستهدفت منشآت بارزة مثل نطنز وفوردو.
وردت إيران بعملية "الوعد الصادق 3"، مستهدفة مواقع عسكرية إسرائيلية. وعلى الرغم من نفي إيران أي بُعد عسكري في برنامجها النووي، دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ضبط النفس، مؤكدة عدم وجود أدلة ملموسة على برنامج أسلحة نووية إيراني.