مع دخول المواجهة بين إسرائيل وإيران أسبوعها الثاني، يتزايد الحديث عن استنزاف متبادل بالصواريخ والطائرات المسيّرة، وسط تساؤلات حول توقيت انخراط الولايات المتحدة عسكريًا. في هذا السياق، يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأجيل قراره النهائي بشأن ضربة محتملة لطهران.
وصرّح موفق حرب، محلل الشؤون الأميركية في "سكاي نيوز عربية"، أن ترامب يرفض الانخراط في أي حملة عسكرية ما لم تكن "مضمونة النجاح" وتحقق له "انتصارًا سياسيًا"، مضيفًا أن أولويات الأجندة الأميركية تختلف عن نظيرتها الإسرائيلية، لا سيما في ما يتعلق بمصير النظام الإيراني.
من جانبه، أكد الكاتب السياسي الإيراني سعيد شاوردي أن أي تدخل عسكري أميركي قد يؤدي إلى حرب شاملة تشمل استهداف المصالح الأميركية في المنطقة والسفن الحربية في الخليج. وأضاف أن إيران أعدّت نفسها لحرب طويلة بفضل قدراتها التصنيعية المحلية في مجال الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وفي موسكو، نفى الدبلوماسي السابق فيتشيسلاف ماتوزوف أن تكون روسيا محايدة في الصراع، مشيرًا إلى "تحالف استراتيجي" مع طهران، لكنه أوضح أن الدعم الروسي لا يخضع لمنطق التصعيد العلني.
وأشار موفق حرب إلى أن إسرائيل تعتبر النظام الإيراني تهديدًا وجوديًا، بينما ترى واشنطن أن إيران تمتلك القدرات الكافية لصنع قنبلة نووية، رغم غياب قرار سياسي بذلك. وأوضح حرب أن العالم يواجه سؤالًا محوريًا حول إمكانية التعايش مع قرار متغير من مرشد إيران بشأن امتلاك سلاح نووي.
وفي سياق متصل، أثار تصاعد العمليات العسكرية تساؤلات حول الهدف الحقيقي من الضربات المحتملة. فبينما تصر واشنطن على أن منع إيران من امتلاك قنبلة نووية هو هدفها الرئيسي، ترى تحليلات أن ضرب المنشآت النووية قد يؤدي إلى إضعاف النظام الإيراني أو حتى إسقاطه، وهو ما تعتبره إسرائيل هدفًا استراتيجيًا.
بحسب المحللين، يحرص ترامب على عدم تكرار أخطاء الإدارات السابقة في العراق وأفغانستان، ويسعى لتجنب التورط في حرب طويلة الأمد. ومع ذلك، قد يوافق على ضربة محدودة وسريعة إذا ضمنت نتائج حاسمة.
وأكد ماتوزوف أن تهديد النظام الإيراني أو استهداف قادته يمثل خرقًا للقانون الدولي، معتبرًا أن الحرب الحالية لا تهدد إيران فقط بل تضع المنطقة بأكملها أمام خطر انزلاق غير محسوب.
وفي ختام الحوار، وصف شاوردي التصريحات الإسرائيلية والأميركية بأنها "مهزلة خطيرة" تهدد بتفجير الإقليم بأكمله، محذرًا من أن أي تهور عسكري قد يؤدي إلى "حرب غير مسبوقة".
الـــمــــزيــــــــــد
